أيّهما أشـْعرُ ، جرير أم العطّار؟قالوا عن جرير بن عطية التميمي ( توفى 110 هـ ) :
========
- ( كان جرير أشعر أهل عصره )
- ( ولد وهو من أغزل الناس شعراً )
- ( اشتغلت مصنفات النقد و الأدب به )
واشتهرت من قصائده الرائيّة التي يرثي بها زوجته ، وقد حظيت هذه الرائيّة على مر السنين بدراسات نقديّة كثيرة تبيّن عاطفتها وأفكارها وفنيّاتها ، وهي هذه الأبيات :
لولا الحياء لهاجني أستعبارُ
ولزرت قبركِ والحبيب يزارُ
ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ
في اللحد حيث تمكن المِحفارُ
فجزاكِ ربُكِ في عشيركِ نظرةٍ
وسقى صداك مجلجل مدرارُ
ولهت قلبي إذ علتني كَبرةٌ
وذوو التمائم من بينك صغارُ
أرعى النجوم وقد مضت غوريةً
عصبُ النجوم كأنهن صوارُ
نعم القرينُ وكنتِ عِلق مضنة
وارى بنعف بُلية الأحجارُ
كانت مكرمة العشير ولم يكن
يخشى غوائل أم حزرة جارُ
ولقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ
ومع الجمال سكينةُ ووقارُ
والريح طيبةٌ إذا استقبلتِها
والعرض لا دنسُ ولا خَوارُ
وإذا سريت رأيت ناركِ نورت
وجهاً أغر يزينه الإسفارُ
صلى الملائكة الذين تُخُيروا
والصالحون عليكِ والأبرارُ
وعليك من صلوات ربكِ كلما
نصِب الحجيج ملبدين وغاروا
وفي الثمانينات اغتال مجرمو الطاغوت بنان الطنطاوي ( أم أيمن ) ابنة العالم الأديب علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى – وزوجة الداعية المجاهد الأديب عصام العطار .. فقال فيها هذه الأبيات .
تَمُرُّ بِنا الأيّامُ يا "أمَّ أَيْمَنٍ"
بِأَحْداثِها الكُبْرى سِراعاً جَوارِيا
فَلا تَلْأمُ الأيّامُ جُرْحَكِ دامِياً
وَلا تَلأَمُ الأيّامُ جُرْحِيَ دامِيا
يَظَلُّ لِيَوْمِ الْحَشْرِ يَنْزِفُ داعِياً
فَيَبْعَثُ نُوّاماً وَيَجْلو مَواضِيا
وَيَسْطَعُ في لَيْلِ الْهَزائِمِ شُعْلَةً
وَيَمْشي مَعَ الأَجْيالِ نوراً وَحادِيا
أُناجِيكِ مِنْ دُنْيا الفَناءِ وَقَدْ مَضَتْ
سِنونَ وَوَجْدي ما عَلِمْتِ وَحالِيا
وَحيدٌ فَما أَخْتارُ بَعْدَكِ خُلَّةً
عَليلٌ وما أَرْضَى بِغَيْرِكِ آسِيا
غَريبٌ بِأَرْضِ الغَرْبِ، والشَّرقُ عَقَّني
فَما لِيَ في الدُّنْيا سِوى اللهِ راعِيا
يُطارِدُني الأَعْداءُ بِالْموْتِ سافِراً
وَمُحْتَجِباً يُخْفي النُّيوبَ مُداجِيا
وَقَيَّدَني الطّاغوتُ شَرْقاً وَمَغْرِباً
فغَلَّ يَراعي ظالِماً وَلِسانِيا
أُواجِهُ أَلْوانَ الشَّدائدِ صابِراً
وَأَمْضي عَلَى دَرْبِ الشَّهادَةِ راضِيا