فِي زَاوِية مِن خَيَالِي
حينَ انْزَوَيْتُ فِي ذَلِكَ الركْنِ ،رَسَمْت للمُسْتَحِيلِ زَادا ،وَحِينَ فَكرتُ، جَعَلْتُ من المُسْتَحيلِ زَادا ،فَاسْتوَيْت واقتَرَبْتُ منَ الحَقِيقَة التِي كَانَت مِن رَسمِها مُسْتَحيلا جَاثِما ،وعِنْدَما تَوَليْتُ ،رَسَمْت لِلَجُبْنِ صِرَاطا مُسْتَقِيما .
كُل فِكْري سَرابٌ وضَيَاعٌ،فَلاَ الإسْتِوَاءُ وَاقِعِي،ولَا المُستَحِيلُ حَقيقَتِي،أَعْتَادُ أَنْ يَكُون لِي مَكَانَة، بين أُناس أَجْلَواْ عَنْ عَالَمِهم التفَاهَات ،وجَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ بِسَاطا في مَأْمَن مِنْ رِيَاح عَاتِية ، وَهُمْ فِي حِضْنِ عَوَاصِفَ مُدَوية وَهُمْ الْعَالِمُون ،فَيَتَمَلكُنِي الغُرُورُ ،وكَأَنِي عَلَى غَيْرِ هَوى هَذِه الكَائِنَاتِ الفَانِية كُلهَا.
فَلَسْتُ مِن أُولَئِكَ الذِينَ أَغْرَقَتْهُم الدُُنْيَا فِي أَوْحَالِها،ولَسْتُ كمَن جَعَل الناسَ سَوَاءَ ،فَكانَ لاَبِسا الحَق بِالبَاطِل،والحَقِيقَة بِالخَيال البَاعِث لِمُغرَيَات لذّات المُسْتَحِيلاَتِ ،فَحَسِبَ نَفْسَهُ فِي مَأْمَن ،وَهُو ِمنَ الوَهْمِ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى.