عسف اللغة والإعراب / عن يتيمة الدهر للثعالبي
وهو مما سبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عند المحتجين عند الاعتذار له، والمناضلة دونه، كقوله :
فدى من على الغبراء أولهم أنا لهذا الأبي الماجد الجائد القرم
ولم يحك عن العرب " الجائد " وإنما المحكى رجل جواد، وفرس جواد، ومطر جواد.
وكقوله :
فأرحم شعر تتصلن لدنه وأرحام مال لا تني تتقطع
وتشديد النون من " لدن " غير معروف في لغة العرب
وكقوله :
شديد البعد من شرب الشمول ترنج الهند أو طلع النخيل
والمعروف عند العرب الأترج، والترنج مما يغلط فيه العامة. قال الصاحب: لا أدري الاستهلال أحسن، أم المعنى أبدع، أم قوله ترنج أفصح؟ وكقوله :
وتكرمت ركباتها عن مبرك تقعان فيه ليس مسكاً أذفرا
فجمع الركبات ثم انتقل إلى التثنية فقال " تقعان " ، وهو ضعيف وغير سديد في صناعة الإعراب.
وكقوله :
ليس إلاك يا علي همام سيفه دون عرضه مسلول
وكقوله:
لم تر من نادمت إلا كا لا لسوى ودك لي ذا كا
فوصل الضمير بإلا، وحقه أن ينفصل عنه كما قال الله تعالى: " ضل من تدعون إلا إياه " .
وكقوله:
لأنت أسود في عيني من الظلم
وألف التعجب لا تدخل على أفعل، وإنما يقال: أشد سواداً وحمرة وخضرة.
وكقوله:جللاً كما بي فليك التبريح
وحذف النون من " يكن " إذا استقبلها الألف واللام خطأ عند النحويين، لأنها تتحرك إلى الكسر، وإنما تحذف استخفافاً إذا سكنت.وكقوله:
أمط عنك تشبيهي بما وكأنه
والتشبيه بما محال وكقوله:
لعظمت حتى لو تكون أمانة ... ما كان مؤتمناً بها جبرين
قال الصاحب: وقلب هذه اللام إلى النون، أبغض من وجه المنون، ولا أحسب جبرائيل عليه السلام منه بهذا المجاز، هذا على ما في البيت من الفساد والقبح.
وكقوله:
حملت إليه من ثنائي حديقة سقاها الحجا سقي الرياض السحائب
أي: سقي السحائب الرياض.