الحسيني..الرائع
القصة كلها جمل مكثفة موحية دالة تختزل واقعا عيانيا يعيشه الانسان في بلداننا الطاحنة .. في القصة أيضا مفارقات ساهمت بشكل قوي في نسج الحدث .. منها مفارقة بين الطفولة و الواقع ..لكن الواقع كما بدا لي ينتصر على الطفولة.. مع أن الأخير لا يتبخر تماما بل يترك اثاره القوية المتمثلة بالغضب..ومعها اماني الطفولة بزوال ما يعيق نموها..وفرحتها..وامانها.. ومن المفارقات الاخرى التي وجدتها في القصة هو التركيز على ذكر اسم له مدلوله المذهبي..(علي)..والذي بلاشك يمثل مفارقة غريبة في القصة..لكونها أتت من طفل..ومن المفارقات الاخرى التي اجد لها اثرها في سلم التربية السليمة للاجيال..هي شغف الاطفال لحمل الاسلحة من خلال اختيارهم لألعابهم الشخصية.. فهولاء يكبرون مع الاسحلة..ومع المسدسات والطائرات والدبابات..يرونها في البيت بين ايديهم..وفي الشوارع يصطدمون بها..ومما لاشك فيه ان للامر هذا تاثير مباشر على سلوكهك الشحصي..وعلى حياتهم وحتى طموحاتهم الشخصية..ولقد استطاع السارد ان يثير في كمتلقي كل هذه المفارقات..التي لااحصرها انما قلت بعضها.. وهو ما أعبر عنه ببلوغ السارد درجة من الاقتدار على التحكم في التخيل ..من زاوية الانشغال الذهني بالمعيش النفسي والاجتماعي والسياسي .. بحيث ادخلنا من خلال هذه القصة القصيرة الى عالم مليئ بكل شيء.
وشكرا للعزيزة نوف..متابعتها الاملائية
تقديري ومحبتي لك
جوتيار