الغرفة الخافتة الأضواء, العابقة بسحاب التبغ ورائحة الكحول,ضمت في أرجائها , إضافة للمكتب الحديدي الضخم , عدداً من المقاعد الجلدية القديمة المهترئة.
جلس الضابط والشيخ المعمم يحتسيان الكحول , ويدخنان السجائر بشراهة.
- ما رأيك سيدي ؟ هل أعجبك خطابي اليوم ؟ كنت متحمساً على المنبر . ( الشيخ المعمم)
- لا بأس بها , ممتازة , وخصوصاً في خاتمتها , لقد أبدعت , حينما دعوت للقائد العظيم , لقد قارب في وصفك له , مراتب الأنبياء والصديقين, وحق له.(الضابط)
- هههههه , هذا واجبنا , تجاه قائدنا الخالد , حفظه الله ورعاه.
- نعم , لكن لي ثلاث ملاحظات مهمة , تتعلق بخطبتك اليوم.
- تفضل سيدي! (بصوت قلق)
- خالد بن الوليد , هو سيف الله المسلول , لا كما وصفته , رشاش المؤمنين الآلي.
- تشبيه مبالغة , سيدي , والملاحظة الثانية؟
- المنافقون , أمرهم إلى الله , وهو معذبهم , ولست مخولاً أن تفتعل بآبائهم وأمهاتهم.
- هذا من شدة حنقي وغضبي على المنافقين, لعنة الله عليهم ( يتناول رشفة طويلة من مشروبه الكحولي , ويتبعها , بسعال شديد)
- والثالثة والأخيرة , عندما تنتهي من خطبتك , عليك أن تنزل من المنبر , مستخدما سلالمه, لا أن تقفز وتتزحلق على سوره الرخامي.
- لعن الله العجلة والسرعة , سأحاول تلافي هذه الأخطاء في المرات القادمة.
- يجب عليك ذلك يا صديقي , وإلا نزعنا منك العمامة , كما ألبسناك إياها.
( مما سمعته يتندر به , على أحد مشايخ بلدنا المقربين من فروع الأمن)...