لبّيكَ يا زهر المقابر رجعة المُتعطِّشِ...
مِنْ كل ثغرٍ
طاف في عين السكونِ،
على حفيف المأتمِ...
لكنّهم،
لمّا ترجَّلَ خاطري،
لم يكسروا عنق العراء المائسِ..
ورأيتُني
في فضّة النزف المقدّس ناضجا
يجتاحني عطر الندامة،
طوع أسراب الندى..
عَرَقا تصبّب من قصيدي البائسِ..
وبكيتُ مسرى النهدِ
في كل الخمائل كبوةً..
وتَقهقَر الحلم النّديُّ بخيبةٍ
حتى تضوع ناطفا
عسل الشفاه
على حجارة مرقدي..
ورسمت للتنهيدة العجفاء بابا
لجّ في الأوجاع نزف سنينها..
وتوسّدتْ – يا ويحها –
محراب طُهر المعبدِ..
لكنّني آنست نارا
جنب طور الزعفران،
وراء شاهد قبرها المتبسمِ
يُعشي سناها
صفحة القلب المطرّز بالجوى،
وتفتَّحتْ
حتى تجلّى مولدي
في موتها المتمردِ