شتاءٌ يبحثُ عن
قمرٍ!
هذا المساءُ تكاثفت فيه الغيومُ بلا
شموسْ
عيناكِ في وجهِ السّماءِ بحارُ دمعٍ
وانطفاءْ
والشمعُ في ليلي انطفاءْ
وجفونُ صبركِ طوفُ شوكٍ
وانكسارْ
برقٌ يخطُّ شعاعَ إمضاءِ الشتاءِ بلونِ أحلامِ
السَّوادِ
رعدٌ يدق على طبولٍ
في الأفقْ
لا ترقص الأحلامُ إلا في شعاعِ من
قمرْ
أو دفءِ ضوءٍ من
شموسْ
أحلامُ صيفٍ في صقيعٍ من رُؤىً تتدثَّرُ الآلامُ
فيهْ
قمرٌ تأذن بالرحيلِ
بلا رجوعْ
عينٌ تجدِّفُ بحرَ حُزنٍ للبكاءِ
بلاجُفونْ
فعلا اشتعالُ هديرِ بركانِ
البكاءْ
وكذلكَ الأسماءُ والأشياءُ والألوانُ أظلم صبحُها
صورٌ تحدِّثُ عن رؤى
صورَ الغبارْ
هدأ الخريفُ بصوتِ
ريحْ
فاستنجدتْ أوهامُهُ صورَ الغبارِ على
الصُّورْ
وتكسَّرت في التيهِ أسهمَ أعينِ الإشراقِ في زحفِ الصعودِ
إلى القمرْ
فبكى بعيني كلُّ سهمٍ من قمرْ:
دمعٌ مطرْ
دمعٌ مطرْ
شباكُ منزِليَ القديمِ هنا يعانق بحرَ شوقٍ
للشَّمالَ
فيسابقُ الريحَ القديمةَ في المدى
ومدى شعاعٍ في شروقٍ
للصباحْ
يهدي لعينَيْها بروقَ دموعِ شطآنِ
الأملْ
في بحثه عن صورةٍ دمعُ
المقلْ
في صاعدٍ سفحَ الجليلِ ليلتقي عند
القممْ
الدّفتانِ لتحضُنا قمرَ الشِّتاءِ
المنتظرْ
لوحا الزُّجاجِ الباردينِ النّازفينِ
رذاذَ ماءْ
دمعي بشوكٍ في رموشٍ
تنكسرْ
كدموعِ شمعٍ في الليالي البارداتِ بمنزلي في قَطْرِها كانت
تغوصْ
بحرُ الشتاءِ نزيفُ عينٍ في المدى ولفيفُ
غيمْ
وهناكَ
بحرٌ من غيومٍ
لفَّ في رأس الجبلْ
وكقاربٍ سبحَ
الجبلْ
في قاربي سبحَ الشتاءُ بعتمِ ليلٍ جاثمٍ فوقَ
الشموعْ
الليلُ يبحثُ عن شتاءٍ هاطلٍ دمعَ
العيونْ
بحثَ الشتاءُ عن
القمر
والليلُ يبحثُ في شتاءٍ عنْ
قمر
بحرُ الغيوم تناوبتْ شطآنُهُ زمنَ
الوصولْ
شبّاكُ منزِلِيَ القديمِ ضفافُ
جفنْ
ذرفتْ عيونيَ الانتظارَ لطائرٍ رفّت جناحاهُ الجفونَ فحطّ شوقٌ في
سفرْ
أيُطلُّ حزنٌ نازفٌ من عمرِنا شوفَ
انتظارْ
أعمارُنا أحزانُ صيفٍ من خريفٍ لن
تَمُرْ
هذا نهارٌ لا يمرْ
شمسٌ لتبحثَ في شعاعٍ عن
مصيفْ
وشتاءُ دمعٍ في البروقِ شعاعُ دفءٍ فيهِ يبحثُ
عن قمرْ