|
...فرفقًا بقلبي إنَّ قلبَكِ لا يقسو |
وإنْ تعتبي فالعتْبُ في رقةٍ يأسو |
أتيتُكِ هذا الصبحَ والطلُّ مدمعي |
أُعاقرُهُ حتى اشتكتْ فيضَه الكأسُ |
صباحُكِ بالأحزانِ والشوقِ وابلٌ |
ولم يزلِ المشتاقُ من خمرِه يحسو |
وعينُكِ مذْ بانَ الأحبةُ ديمةٌ |
فما سعدتْ يومًا ولا أسعدَ الطقسُ |
تسابقُني الأنفاسُ للحضنِ مُشرَعًا |
وكم لعناقٍ صاخبٍ ضجّت النفسُ |
وفي خِدرِكِ الورديِّ تنماثُ غربتي |
وينتحرُ اليُتمُ الملوّعُ والبؤسُ |
أُلامسُ قَدًّا ما فتئتُ كظلِّه |
ولا أستحي حتى لوِ استحت الشمسُ |
دعيني أُصلّي فوق صدرِكِ ركعةً |
فثمةَ كم يحلو لمعتكِفِ حبسُ |
على شفتيها حطَّ ثغري فراشةً |
وغابَ على أقدامِها اللبُّ والحِسُّ |
تجلّتْ فخرَّ المستهامُ مدكدكًا |
كذاتِ ملاكٍ لم يُطِقْ كشفَها الإنسُ |
أنا صبُّكِ الممسوسُ فيكِ تولُّهًا |
وما شئتُ مِن راقِ؛فقد راقني المسُّ |
بلغتُ من العمْرِ الصليِّ رمادَه |
ويومي جُذىً تخبو فيُوقدُني الأمسُ |
ضفائرُكِ الصفراءُ تجلو كآبتي |
ويُسرَجُ في الأضلاعِ من ضوئها قَبسُ |
وجُلُّ أمانيّ التي شِبتُ خلفَها |
خضيبُ يدٍ تحنو لحِنّائها الرأسُ |
أهيمُ بأحضانِ النساءِ مجدِّفًا |
وليلى هي المرفا وفي صدرِها أرسو |
بوجهِكَ يمّمْ شطرَ ليلى مكبرًا |
وأولُ حبِّ حُقَّ من أجلِه خَمسُ |
لَئنْ مُوّهتْ ليلى بزيٍّ وصبغةٍ |
هداني الهوى قُدْمًا وما خانني الحدْسُ |
أليلايَ امسى حبُّنا محضَ تهمةٍ |
ورغمَ قُضاةِ الأرضِ لم يَنفِها قيسُ |
وصوتُكِ إذْ ينداحُ في عُجمةِ الدجى |
أُسامرُه وحدي وكلُّ الورى خُرسُ |
تفرّقَ أهلونا كأيدي سبا على |
تِراتٍ فلا ذُبيانَ ترضى ولا عبسُ |
ونصرخُ من جمرٍ يعضُّ أكُفَّنا |
ولا شفةٌ منهم يُحرّكُها همسُ |
فلا تذكريهم ها هنا وتعوّذي |
إذا ذُكروا أن يحضروا؛إنهم رِجسُ |
وكم من نبيٍّ عاشقٍ وصلَكِ اشتهى |
فكيف دنا من ذيلِ جلبابِكِ النجْسُ |
لأنكِ مَرقاةُ الحبيبِ لموعدٍ |
وحسبُ يديكِ البِيضِ من عقْبِه اللمسُ |
ووجهُكِ مَهوى خيرِ كفٍّ وجبهةٍ |
وحسبُ أسيلِ الخدِّ حين هوتْ خَمسُ |
وأنتِ بساطُ الأُنسِ والشملِ كلِّه |
وحسبُ الحنايا فيكِ من خطوِهم أُنسُ |
وكلُّ مواعيدِ الدنا لكِ اُقّتتْ |
وفيكِ انتظارٌ لا يُثبطُهُ يأسُ |
لعينيكِ تنشقُّ السماءُ كوردةٍ |
وتنتثرُ الأفلاكُ والأرضُ تنْبَسُّ |
إلامَ تُورّي باسمِ ليلى تقيّةً؟ |
إذًا فاسمَعوا:مفتاحُ توريتي القدسُ |
تُـفَـسِّــرُ أحــلامــي إذا نــــامَ قـلـبُـهــا: |
خميـسٌ عـلـى خـيْـلٍ سنابكُـهـا عُــرسُ |
تجوسُ دياراتٍ فينتفضُ الثرى |
سَحابًا يُباريها وعُريَ المدى يكسو |
أهُــم عـــرَبٌ عـــادوا كـعــادةِ فـاتِــحٍ؟ |
أمِ العاصِفاتُ السُّودُ في رومِها فُرسُ؟ |
يَـبـوســيْ، أَعـيـديـنـي إلَــــيَّ مــؤَمِّــلاً |
أصِرِّي على قلبي لكـي ييـأَسَ اليـأسُ! |
بلى إنما الأحلامُ أضغاثُ متخَمٍ |
من الشوقِ تسري بي إذا جثم النعسُ |
سريتُ فما ألفيتُ غيريَ يعربًا |
ومن كل جيتو في البلادِ بها جنسُ |
يحاصرُها الطاعونُ في ألفِ خندقٍ |
وفي جوفِها كظمٌ يمورُ ولا جرْسُ |
تجولُ بها الجرذانُ في كل حارةٍ |
وما يَسلمُ المحرابُ منها ولا الكُنسُ |
فيا قدسُ أهلوك الذين تقاعسوا |
وما غادروا هيجاءَ إلا وهم نُكسُ |
وبعد اغتصابِ الحرةِ استوثقوا الزنا |
وقالوا: زواجٌ،هكذا، وانتهى العرسُ! |