|
فِي صُحبَة الليلِ البَهِيمِ المُعتمِ |
لا تَرتَدِي طَوقَ الرّحِيلِ القَاصِمِ |
ضَجّت بِيَ الأوجَاعُ فِي صَمتِ الدُّجَى |
وَتَغَيّبَت رُوحِي وَهَمسُ نَسَائمِي |
كَم كُنتُ أخْشَى لِلفؤَادِ مَهَانَةً |
مِن قَسوةِ الهِجْران .. وَيْل المَشْئَمِ |
فَـ كَفاكِ هَجرا إنّ صَدّكِ قَد بَلَى |
قَلبي الّذي فِي نَار حُبّك يَحتَمِي |
نَاديتُ كًالمَجنُون .. إنّي هَا هُنا |
أتَلمّس الذِّكرَى بِلَيلي المُعْتمِ |
أنتِ الّتِي تَرمِي بِنُورِ ثَنَاءَها |
فَتُضِيئ أركَانَ الهَجِيرِ المُظلِمِ |
يَا (رُوحَ) عُودي كُلّ عَوْدٍ أحمَد ُ |
فَالرُّوحُ تَشقَى في أنِينٍ مُؤلِمِ |
سَأطُيعُ رًحلِي فِي رِكَابِك أينَمَا |
حَلّ الرّكَاب فَمَرحبًا .. وَلِتَسلمي |
هذَا فُؤادِي طَامِحًا فِي صُحبةٍ |
فَتوَسّدي قَلبي حَنِينًا وانْعَمِي |
سَأقَبِّلُ الإقبَالَ لَمَّا تُقبِلِي |
وَأقَدّمُ الإِقدَامَ لَمَّا تُقدُمِي |
وَأزِيحُ مِن شَبحِ الصُّدُود بِبسمَةٍ |
وألمْلِمُ الآلامَ لَمَّا تَألمِي |
وسَأُورِدُ الأحلامَ وِرْداً نَادِيا |
للهِ درُّ وُرُودِها .. فَلِتَحْلَمي |
إنِّي سَأرفَع رَايتِي مُستَسلِمًا |
هَذِي العُيونُ تَعِيثُ عَمدًا فِي دَمِي |
فَأكَادُ لا أحيَا بِلاهَا لَحظَةً |
وَلإنْ حَضَرْت .. فَفِي لِقَاها مَعْدِمي |
يَا أَنْتِ فِي لَحظَيكَ رُوحِي تَختَفِي |
فَوِلادَتِي فِيهَا وَفِيهَا مَأتِمي |
وَيذُوبُ ثَغرِي رَاحَةً فِي رَاحتَيـْـ |
ـكَ فَهْل تُرِيحُ بِرَاحَتَيك عَلى فَمِي ؟ |
وَغَزلْتُ رُوحي فِي خُيُوطِ مَحَبّتِي |
مّاذا تبقّى؟؟ .. أرْتَجِيكِ تكلّمي |
حُبٌّ وَصَبٌّ والهَوى وَعَلاقةٌ |
ثُمَّ الجَوى يَجتَاحُ كُلّ مَعَالِمِي |
كَلفٌ وَعِشقٌ بَعدَ خِلٍّ قَد بَدا |
شَعفٌ يَلِي شَغَفٌ بِقلبٍ مُغرَمِ |
وَلَهٌ وَتَيمٌ والهَيَامُ صَبَابَتِي |
فَتَوهّجِي حُبّا بِقَلبي وَاضْرِمِي |
نَارَ الهَوى تُبْقِي عَليكِ بِدَاخِلي |
فَتَكسّري وَتَفتّتي وَتَشَرذَمي |
وَتَجَمّعي وَتَكوّري بِجِدَار قَلْــ |
ــبِي وانْقُشِي حُبّا جَديدًا وارْسُمِي |
فِي العَين إسْمك واكْتُبِي عَهْدًا عَلَيْــ |
ــنَا نَلْتَقي نِجمَانِ بَينَ الأنْجُمِ |
وَدَعِي العِنَاقَ مُداعِبًا أوتَارَهُ |
غَنّي بِهَمسَك حُبّنَا وَتَرنّمي |
يَا دِفْءَ أحْضَانَ الحَبيبِ بُعَيْدَما |
كَانَت قُيودُ الهَجرِ تُدمِي مِعْصَمِي |