|
أتذكرين ، وقد نادتكِ أعماقي ؟ |
أتذكرين جمـالاً مـلءَ أحـداقــي ؟ |
يا أنتِ ، يا بهجةَ الماضين ، يا ألقي |
يا مَن هــواكِ جــلا في سـيلِ آمـاقي |
يا مَن فؤادي لها يحبو على أملٍ |
بأنْ يشـمّ عـبيراً ذكــــرُهُ باقِ |
تمضي المدامعُ عن ذكراكِ سائلةً |
وعن حكــايا الليالي بين أوراقــي |
ما كنتُ أبغي من الأشعار منزلة |
سـوى التي أزهــرتْ في حبِّها الراقي |
عسى تمنّ علينا في ابتسامتها |
فينجلي السُّـهد عـنّـا غِـبّ إرهـــاقِ |
فأنتِ من ســؤددِ الريحان أوّلهُ |
وأنتِ أنتِ – حــنانُ الله – تريـاقـي |
يا بنتَ خير أبٍ جادت مكارمُه |
وخير أمٍّ ، نــداهــا هــزّ أشواقـي |
طوبى لمن نال من عينيكِ أغنية |
بها تـردّدُ طــول الدهـر آفـــاقــي |
دفءٌ وذوقٌ وما أبديتِ من ولـهٍ |
ومــن حـنانٍ وإيـثارٍ وإشــفاقِ |
ومــن حروفٍ كــأنّي شِـمْـتُها عسلاً |
ومــن عـهــودٍ وآمــــالٍ وميثاقِ |
إليكِ من درر الإحسانِ قافيةً |
بل فيضُ عاطـــفةٍ من دون إمـــلاقِ |
تذكّــريها غــداً إن بانَ لي خبرٌ |
أو كنتُ مـرتـحلاً ، والساقُ بالســاقِ ! |
ضعي فؤادك وابقِ العمرَ ضاحكة |
تــرينَ فــي خافقاتي شــهــدَ أذواقِ |
وكلّما أقبل الساري تملّكني |
سحرُ البيان ، فــأبكى زهــوَ إشراقي |
سكبته فــإذا ما انساب رائقه |
حملتِ يا حــلوةَ الأنظـــار أوفــاقي |
سكبته من جَناني الغضّ منتظراً |
أنــباءَ ســـعدكِ مــحمــولاً بــأحــداقــي |
بأن تصوغي من الذكرى ومنزلتي |
أحـــلامً عاشــقةٍ تـاقت إلى الساقي |
علّي أرى في بقايا الروح عافية |
ويسعف الصبر يا معنايَ أرمـــاقي |
ضعي فؤادكِ ، تحناني يلاحقني |
وأنتِ فيه ، فهــل عاينتِ أعــمــاقــي ؟ |