عتــاب
يقبـل الليل والشجون تزيــدُ
والجَوَى تخبـو نـاره وتعـودُ
وقريض أضــاع مني منـامي
وحبيب صعـب الوصال بعيدُ
وعـــزيـز قصـــدتـه بعتــابـي
ظـالم اللَّوم بـابـــه موصــــودُ
طيِّب القلب غـير أنّا نـراه
قـاسيَ الرد ِّوصــله مفقـودُ
هل تراه قد زاد بعـدا وصـدّا
إذ وصلـناه واعتراه الجحودُ
أم علا نجمـه فتـاه علينـــــا
في ضمان أن يستمـرَّ السعودُ
إنمـا الزهو والغــــرور هبـــاءٌ
وطـــــريق ممـــوّه مســـــدودُ
* * *
يا أخي كنت صاحب الود فينـا
قبل أن تحتويك هذي السـدودُ
إن ْ يكن ذنبا دون قصد أتينـا
فاعف عنّــا إن الكريم يجـودُ
أحرقتنا من لومك المـرِّ نـار
وبرانـا من سخطك التهديدُ
* * *
أنت بالود بالغ ما تريــدُ
فاترك اللـوم إنـه لايفيــدُ
رب لوم أخفّ منـه سقــام
وكـلام أخف منـه الحـديـدُ
ومــلام مضَـمَّـــخ بـهـــوانٍ
ليس يجدي ونصـله مردودُ
وعتـاب أرقُّ..في الوقع أحـلى
من مــلام يَشُـوبه التنكيـدُ
ونقـاش بمنطق الحق أجدى
يبـلغ القصـد بالحِجَا مسنودُ
كلمـا زدت في المقـام عـلوا
يحسن الحلم والسلوك الرشيـدُ
* * *
زال عصر تفاوت النـاس فيــه
كان في النـاس سـادة وعبيـدُ
كلنا حاز ميـزة هـو فيهـــــــا
عن ســواه مــوفَّــق وفريــــدُ
هل تراك استطعت نظمـا لشعـر
فاق حسنا ورقَّ فيـه النشيـدُ
أو هل اسطَعت طبع أىّ خطـاب
مثلمـا يفعل الخبيـر المُجِيــدُ
أم تراك استطعت تشخيص داء
منـه كادت بعض النفوس تبيـدُ
أنت للناس دائمـا في احتياج
وكذا النـاس والرباط وطيـــدُ
* * *
طالب الدنيـا في هواها شقيٌ
حين هــــمٌّ يزول ألف يعـــــودُ
يطلب الوصل لاهثا خلف وهـم
ينتهتي العمـر والمراد بعيـدُ
هـذه الدنيـا مثل حلـــــم يوليِّ
بعـده الصَّحو والوجود الأكيـدُ
كل لذات ذي الحيـاة هبـــــاء
أجمل السعي أيها المستزيـدُ