أثناء قراءتي في كتاب ( غياث الأمم في التياث الظُلم ) لأبي المعالي الجويني ، استوقفتني كلمة ( خطة ) بكسر الخاء مرة وضمّها مرة أخرى ، فبحثت في المعاجم اللغوية عن الفرق ، فوجدت :
في لسان العرب لابن منظور :
والخُطَّةُ كالخَطِّ كأَنها اسم للطريقة .
والخِطَّةُ الأَرض تُنْزَلُ من غير أَن ينزِلها نازِلٌ قبل ذلك .
واخْتَطَّ فلان خِطَّةً إِذا تحَجَّر موضعاً وخَطَّ عليه بِجِدار وجمعها الخِطَطُ وكلُّ ما حَظَرْتَه فقد خطَطْتَ عليه والخِطّةُ بالكسر الأَرضُ والدار يَخْتَطُّها الرَّجل في أَرض غير مملوكةٍ ليَتَحجَّرها ويَبْنيَ فيها ، وذلك إِذا أَذِن السلطان لجماعة من المسلمين أَنْ يَخْتَطُّوا الدُّورَ في موضع بعينه ويتخذوا فيه مَساكِنَ لهم كما فعلوا بالكوفة والبصرة وبغداد وإِنما كسرت الخاء من الخِطَّة لأَنها أُخرجت على مصدر بُني على فعله .
وسئل إِبراهيمُ الحَربيّ عن حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه وَرَّث النساء خِطَطَهُنَّ
(1) دون الرِّجال فقال نَعَم كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَعْطَى نِساء خِطَطاً يَسْكُنَّها في المدينة شبْه القَطائِع منهنَّ أُمُّ عبد فجعلها لهنَّ دون الرِّجال لا حَظَّ فيها للرجال .
وفي حديث الحديبية ( لا يَسْأَلوني خُطَّةً يُعَظّمون فيها حُرُماتِ اللّه إِلاَّ أَعطَيتهم إِيَّاها ) ( رواه البخاري في صحيحه ) . وفي حديثها أَيضاً إِنه ( قد عرَض عليكم خُطَّة رُشْدٍ فاقبلوها ) ( رواه البخاري في صحيحه ) ، أَي أَمراً واضحاً في الهُدَى والاسْتِقامةِ .
وفي الصحاح للجوهري :
والخِطَّةُ بالكسر: الأرضُ يَخْتَطُّها الرجلُ لنفسه، وهو أن يُعْلِم عليها علامةً بالخَطِّ ليُعْلَمَ أنَّه قد اختارها ليبنيَها داراً.
والخُطَّةُ بالضم: الأمرُ والقِصَّةُ. قال تَأَبَّطَ شرّاً:
هُما خُطَّتا إمَّا إسارٌ ومِنَّةٌ
..... وإمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ
يقال: جاء وفي رأسه خُطَّةٌ، أي جاءَ وفي نفسه حاجةٌ قد عَزَم عليها .
وفي مقاييس اللغة لابن فارس :
ومن الباب الخِطَّة الأرض يختطُّها المرءُ لنفسه؛ لأنّه يكون هناك أثرٌ ممدود.
وفي المعجم الوسيط :
( الخُطّة ) الأمر أو الحالة وفي المثل ( جاء فلان وفي رأسه خُطة ) أمر قد عزم عليه وفي الحديث ( إنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ) أمراً واضحاً في الهدى والاستقامة .
( الخِطّة ) الخِط خِطط وفي الحديث ( أنه أعطى النساء خططا يسكنها في المدينة ) شبه القطائع .
فالخُطّة منهج أو طريقة . والخِطّة ما يختطّه الإنسانُ لنفسه من أرض ونحوها . ( معجم اللغة العربية المعاصرة للدكتور أحمد مختار عبد الحميد عمر ) .
والله أعلم
...........................
(1) والحديث في مسند الإمام أحمد ( عن زينب رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ورث النساء خططهن ) . قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث حسن .