ورد في مذكرات الشيخ يوسف القرضاوي قوله :
" قدمني إخواني وزملائي ( أحمد العسال، وعلي عبد الحليم محمود ، ومحمد الراوي ، ومحمد المطراوي ، وصلاح أبو إسماعيل ، وغيرهم ) لأكون المتحدث الرئيسي باسمهم في هذا الملتقى ، وتوليت شرح المطالب ، وضرورة إرسال نسخة من مطالبنا إلى شيخ الأزهر .
وكان مما قلته في هذه المناسبة قصيدة كان لها وقعها وصداها بين طلبة الأزهر ، ضاعت إلا أبياتا منها ، يذكرني بها زملائي من أبناء الأزهر كلما لقوني ، وقد حفظوا الكثير منها . حتى إني سمعت الخطيب الشهير الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله ، ينشد أبياتا منها في إحدى خطبه ، مما يدل على أنه حضر هذا المؤتمر وهو طالب ، وسمع القصيدة يومها ، فالتقطتها ذاكرته القوية واختزنتها . ومطلعها :
|
صَبَرْنَا إِلَى أَنْ مَلَّ مِنْ صَبْرِنَا الصَّبْرُ |
|
|
وَقُلْنَا : غَدًا أَوْ بَعْدَهُ يَنْجَلِي الْأَمْرُ |
فَكَانَ غَدٌ عَامًا ، وَلَوْ مُدَّ حَبْلُهُ |
|
|
فَقَدْ يَنْطَوِي فِي جَوْفِ هَذَا الْغَدِ الدَّهْرُ |
وَقُلْنَا : عَسَى أَنْ يُدْرِكَ الحقَّ أَهْلُهُ |
|
|
فَصَاحَتْ (عَسَى) مِنْ (لَا) وَ(لَا) طَعْمُهَا مُرُّ |
وَمَاذَا عَلَيْنَا بَعْدَ أَنْ فَارَ مِرْجَلٌ |
|
|
مِنَ الْغَيْظِ ، وَالْإِهْمَالُ يَغْلِي بِهِ الصَّدْرُ |
سَدَدْنَا بِطُولِ الصَّبْرِ مِنَّا صِمَامَهُ |
|
|
فَزَادَتْ عَلَيْهِ النَّارُ ، فَانْفَجَرَ الْقِدْرُ |
|
|
ومنها :
|
عَجِبْتُ لِمِصْرٍ تَهْضِمُ اللَّيْثَ حَقَّهُ |
|
|
وَتُسْرِفُ لِلسِّنَّوْرِ ، وَيْحَكِ يَا مِصْرُ! |
سَلَامٌ عَلَى الدُّنْيَا ، سَلَامٌ عَلَى الْوَرَى |
|
|
إِذَا ارْتَفَعَ الْعُصْفُورُ ، وَانْخَفَضَ النَّسْرُ! |
أَيُعْطَى لِزَيْدٍ مَا يَشَاءُ مِنَ الْمُنَى |
|
|
وَيُحْرَمُ حَتَّى مِنْ ضَرُورَاتِهِ عَمْرُو؟ |
أَيُعْطَى لَنَا يَا قَوْمَنَا الْقِشْرُ وَالنَّوَى |
|
|
وَمَنْ دُونَنَا يُعْطَى لَهُ اللُّبُّ وَالتَّمْرُ؟ |
إِذَا الْعَدْلُ وَالْإنِصَافُ فِي الْأَرْضِ لَمْ يَقُمْ |
|
|
فَمِنْ أَيْنَ يَأْتِي أَهْلَهَا الْعِزُّ وَالنَّصْرُ؟ |
|
|