|
مُضْنًى أَتَاكَ فَضُمَّهُ لإهَابِكْ |
وَارْحَمْ أَسِيِرَ السُّهْدِ مِنْ إِرهَابِكْ |
وَبِدَمْعِهِ اغْسِلْ مُقلَتَيْكَ تَرَقُقًا |
وَامْسَحْ غُبَارَ الحُزْنِ عَنْ أَهْدَابِكْ |
مَا انْفَكَّ يَجْثُو فِي رِحَابِكَ نَبْضُهُ |
فَأْذَنْ لِمَصْلُوبِ الغَرَامِ بِبَابِكْ |
كَيْ يَكْتُبَ السَّطْرَ الأَعَزَّ قَصِيدَةً |
تَشْدُو بِهَا الأَروَاحُ فِي مِحْرَابِكْ |
لَا تَنْأَ عَنْ قَلْبٍ بِحُبِّكَ هَائِمٍ |
يَشْتَاقُ مِنْ وَجْدٍ لِمُرِّ عِتَابِكْ |
سَكَنَتْ جُفُونَ عُيُونِ فَجْرِكَ حَسْرَةً |
عَينَاهُ، تَرنُو لانغِرَاسِ حِرَابِكْ |
وَأَتَتْ عَلَى جَدْبٍ تُرَاوِغُ حُزْنَهَا |
بِمُجُونِ أَحْلَامٍ بِرَيِّ سَرَابِكْ |
يَا سَيِّدَ الدُّنْيَا قَد استَعَرَ الرَّجَا |
فِي الشَّعبِ مَنثُورًا رَهِينَ طِلابِكْ |
كَالمَاسِ رَصَّعَ جَبْهَةَ المَجْدِ النَّدَى |
لَمَّا الحَيَا أَنْدَى جَبِينَ جَنَابِكْ |
وَاصِلْ جَفَاءَكَ لَنْ تُخَذِّلَ عَزْمَهُ |
مَهْمَا صَفَعْتَ رَبِيعَهُ بِيَبَابِكْ |
فَأَرِحْ بِوُدِّكَ وَانْشَرِحْ وَاهْنَأْ بِهِ |
وَأَتِحْ لِرَوْحِ الدَّوْحِ لَفَّ شِعَابِكْ |
أَوْ بُزَّ طَيْفَكَ مِنْ جُيُوبِ هُيَامِهِ |
وَأَزِحْ أَسِنَّةَ بَزِّهِ بِغِلَابِكْ |
وَاسْتَحْيِهِ وَارْفَعْهُ مِنْ لَأْوَائِهِ |
وَاجْبُرْ كَسِيرَ صَوَابِهِ بِصَوَابِكْ |
وَافْرِشْ إِلَيْكَ الدَّرْبَ مِنْ إِصْرَارِهِ |
فَدِمَاؤُهُ مَجْبُولَةٌ بِتُرَابِكْ |
وَأَعِذْهُ مِنْ رَمَضِ الشَّتَاتِ وَلُمَّهُ |
وَاضْرِبْ مَدَى خَيْبَاتِهِ بِشِهَابِكْ |
وَبِهِ غِمَارَ المَوْتِ خُضْ لا تَنثَنِي |
مُتَوَثِّبًا سَتَجِدْهُ فِي أَعقَابِكْ |
مِنْ أَيْنَ بِالسُّقيَا لِعُمْرٍ أَمْحَلَتْ |
سَاعَاتُهُ فِي لَسعِ كَيِّ غِيَابِكْ |
وَعَلَى خُدُودِ الوَردِ أَنْدَى شَوْقُهُ |
دَمْعًا يَئِنُّ، فَجُدْ بِشَهْدِ رِضَابِكْ |
ذَبُلَتْ قُلُوبُ الصَّبرِ أَيْبَسَهَا الأَسَى |
تَتَوَسَّل الأيَّامَ وَدْقَ سَحَابِكْ |
يَا دُرَّةَ الأَوْطَانِ فَاسْقِ عِطَاشَهَا |
حَانَ القِصاصُ فَجُدْ بِضَمِّ غِضَابِكْ |
وَأَنِخْ لَهُمْ نُوقَ الِإبَاءِ لِيَسْحَقُوُا |
رَأْسَ الرُّكُونِ لحَالِهِمْ بِكِعَابِكْ |
وَاصْدَحْ بِصَوْتِ الحَقِّ يَرْأَبُ صَدْعَهَا |
مَغْزُولَةُ الحَسَرَاتِ قَيْدَ عَذَابِكْ |
يَا أُمَّةَ المِلْيَارِ هُبِّي وَاضْرِبِي |
وَلْيَشْهَدِ التَّارِيخُ مَجْدَ رِكَابِكْ |
وَاسْتَحضِرِي دُنيَا الشَّهَادَةِ وَانْهَضِي |
ثُمَّ انْفُضِي عَنْ تِبرِ ذِكْرِكِ مَا بِكْ |
مَنْ لِلإِبَاءِ وَقَدْ تَجَرَّاَ كَلْبُهُمْ |
فَفَرَى لُيٌوثَكِ بَعْدَ عَقْرِ كِلَابِكْ |
لَا صَوتَ حِينَ السَّوطُ يَفرِضُ صَمتَهُ |
فَخُذِي رِقَابَهُمُ بِسَيفِ عِقَابِكْ |