طقوس غجرية
( اقتحمت تلك الغجرية نافذة سيارتي أثناء توقفي على أشارة المرور، وكان وجهها حادا قهوة الصباح ، فكانت هذه الكلمات المتواضعة : - )
بحران في عينيك يستعران
ضدان من ماء ومن نيران
وتلوح من ذاك الجبين ذؤابة
فكأنها سرب من الغِربان
والبسمة الخرساء في وجناتها
شرق تجاذب نوره غَربان
حتى إذا سرق الزمان مكانها
سكنت سكون الروح في الجثمان
فكأنها قلم يخط رسالة
للعالم الثاني بغير لسان
عكست حروف سوادها وبياضها
ظُلَم القبور ورهبة الأكفان
***********************
وجه ومسبحة تجسد فيهما
هدي الإلة وفتنة الشيطان
رسمت حروف الدهر في وجناته
عرش الجمال مهدّم الأركان
وعليه من أثر السنين شعائر
كطلاسم نقشت على جدران
في وجهكِ القديس ألف خرافة
وخرافة نُسبت إلى لقمان
ومعابر شتّى ومحبرة أتت
بالزيف من لكنات كل زمان
طُمِست معالمه فأضحى صفحة
محذوفة من معجم البلدان
وغدا طقوس هياكل ومحافل
وخطيئة معدومة الغفران
بلقيس فيه أسيرة محظية
شاخت بحكم تقادم الأزمان
***********************
وطني ووجهك صورة عبثية
مد وجزر فيه يلتقيان
فكلاهما أسطورة غجرية
ولدت بلا اسم ولا عنوان
الحرب فيه كما السلام حكاية
محسومة بقراءة الفنجان
والموت فيه كما الحياة ثقافة
مكذوبة الأفراح والأحزان
في وجهك الغجري زيف حضارة
قامت على صرح من البهتان
نسجت عليه العنكبوت خيوطها
من غير تدبير ولا إتقان
من بعد ما اكتملت فصاحة حسنه
أمسى يحاكي عُجمة الخرسان
النار فيه بشارة بنبوة
والماء فيه علامة الطوفان
***********************
وطني وأشعاري بقايا قصة
هو للخلود وتلك للنسيان
وطني سقوف منازل وقصائد
وأهلّة تحنو على الصلبان
يتصافحان فليس يعلو واحد
إلا بقدر تأرجح الميزان
***********************
يا موطني سأخط فيك قصائدي
إني سئمت عبادة الأوثان
إني سئمت أخوة مكذوبة
وهوية حيكت بخيط دخان
لاشيء في وجه توضأ بالأسى
إلا بقايا صفعة السجان
-----------------------------
من مجموعتي الشعرية : المزامير الأخيرة