رسالة من... الى مجهول
عوّدتني وجودَكَ.. ثم تَركتَني..
يَا يَنبوع آلامِي ومصبّ أشجَاني..
لكَ مني سلامٌ لا ينتهي.. سلامٌ يغسل قلبك المخضب بالندم والحسرة.. واليك حبٌ لا ينضب.. حبٌ ينعشُ روحَك المتْعبة..
لقد أحبَبتُك منذ اللقاء الأوّل.. أَتذكرُه؟ أحبَبَتك على حينِ غفلةٍ منِي.. فلا وجود لمحبٍّ استعدَّ لفاجعةِ حبْ..
فالحبّ غفلةُ اثنينْ..
في الحقيقة.. لقد توقّف تدفّق كلماتِي عندك.. وهَا أنَذا ينتهي بِي المطافُ بالسكوتِ فجأةً – كما حبُّك-.. فَصمْتي الآن أفضلُ الأسَاليب للتعبيرِ عنْ وجعِي/حبِي.. فَخُذْ مِني بضع كلماتٍ تشبهُ الصمتَ الكاذبْ..
أعتذرُ بدوري.. إن كنت تسببتُ لكَ بالأذى يوماً فسامحني واعفُ عني.. اعتذر إن جرّحتك يوما بعَفويتي.. إن جعَلتُك وَلَوْ للحظة حزيناً.. فأنا انسانة كَاَ تدْري وكلنا نخطئ.. لذلك أرجوكَ أن تغفرَ خطايايَ.. اغفرْها منّاً مِنْك عليّ.. سامحْني اعترافاً بضُعفي وهوَاني..
أعلَم أنَّك أسْمى منْ أنْ أطلب العفوَ عند بابِك, فأنت مسامحٌ بكل صِفاتك.. متجاوزٌ عن أخطائِي كمَا عهِدتُك.. لكنّني أطلبُه منكَ للمَّرة الأَخيرة.. طمعاً في غفرانٍ ابديْ..
يَا علُّوي وشمُوخي, يا رجُلي الأوْحد.. أكتبُ لكَ الآن معلِنة استسْلامِي لكلماتِك.. كلماتُك التي لاَ طَالما تحدَّت كِبريائِي فكَسَبَتْ.. أَتعلمُ أمراً؟؟ .. إنَّ لكلماتِك رائحةٌ تشبهُك.. إنّها تَتمّرد على كيْنونَتي مِثلك.. تُزَعزِعُ وُجدَاني كَاَس تفْعل وكَما لنْ تَفعلَ بعْد اليَوم..
الحياةُ ـ كَاَا علّمتني ـ لقاءٌ ثمّ فراق.. ولستُ أدري إنْ كنَا سنَلتقِي بعدَ اليومِ أمْ أنَّ المسافةَ بيْنَنَا ستَحذَرُ هذهِ المَرّة.. لذَا أعلنتُك في أوّل الرسَالة مجهولاً.. تنبّؤاً..
منذُ مدة وقبل افتراقِنا.. كنت أودّ أن أكتبَك.. أنْ أرسمَ ملامِحَك الشّرقية بحروفي.. وكأنّني سأضعُك في ورقةٍ بيضاءَ كيْ أُعيدَك كلما ذَهبت.. فلم أفعَل.. أوْ بِالأحرى حاولتُ فلم أفلحْ.. ناديتُ حروفي فأَبتْ أنْ تُلبي ندائي.. أجلْ.. لقدْ خانَتنِي حروفِي عندكْ..
عُدت اليومَ أتأمل شريط حبِّنا.. وكأنّه مرّت عليهِ سنين.. وعلِق بهِ غبارُ الهَجر.. فوَجَدْتُنِي أشهقُ بكاءً عند كلّ لحظة.. وكأنّ الدموعَ سمٌّ دسَسْتَه في عيْني ليخرُج شفاعةً لك.. فكَيف تخونُنِي دموعِي وتشفعُ لك وقدْ خُنْتها قَبلي؟؟ .. إنّها معادلةُ الحبِّ الغيرُ عادلة..
أعذُرْني على تجرُّؤي.. فلاَ شيء اكثرُ وجعاً من الحقيقةٍ عندما تُحكَى..
الآن وَقد سامحتُك.. أليسَ غدوُّنا أغراباً أكبرَ جريمةٍ نرتكبُها ضدَّ الحب؟؟ ....
فلْتدعْنا نرتكِبهَا اذنْ.. دَعْنَا نتمرّدْ ضدَّ ديكتاتورية العشقِ القاتل..دَعْنَا نُعلي رايةَ الحربِ هنا.. ولنتَوقَّف عن التنفس معاً..
في النهاية, ...............
من سيدةِ عالمِك...
نخبُ النهايةِ الأجمل...