لله درها من منح ...
الصوت الخافت لم يُُخفي عنه أن بي ألم ولوعة , ظل يتساءل بنظراته الحانية المشفقة علي , وظل التساؤل يقطع السكون بيننا ويقلب المواجع ...
أهرب من الإجابة وأجدها أمامي, وكأس الألم المر أتجرعه في كل خطرة تخطر على بالي , وفي كل فكرة وذكرى.
شقيقي الحنون :
أوَ أخبرك أنني عليلة ولن تملك أن تمد يدك لتساعدني
تحطم كل شيء بداخلي , كل الأشياء الجميلة اختفت , لكنني أملك الرجاء والأمل .
كانوا يقولون لي لا عيب فيك العيب فينا وأنه لا إعاقة مع عقل راجح وقلب رقيق, لكنني اليوم أدرك تماما أن هناك فرق كبير بين جسم عليل وجسم معافى, وأنه على صور ومظاهر يتم الاختيار والتقدير . نُقصى من الحياة ونُهمش فقط لأننا مبتلون .وتداس هذه القلوب فلا يلتفت إليها أحد ولا يعبأ بها أحد , تتألم بصمت وتتعلم أن ترتقي درجات الصبر على جمر الأسى لعلها يوما تصل إلى درجة الصادقين مع الله .
لا مناص لي من أن أعترف أنني أخطأت إذ توهمت أن هناك من ينظر إلي على أنني مثل الأخريات .
صفعة ألم تلقيتها أيقظتني من سبات عميق وعلمتني الكثير.
من العقل أن يعرف المرء قدره فلا يحلم كثيرا ولا يبتعد بأمانيه بعيدا , يكتفي بالنظر إلى الأماني وهي تمر مرور الكرام من مخيلته الحالمة . ولعله كما تردد أيها الحبيب خيرا.
بحور العشق والحب محرمة على من لا يجيد السباحة ومن لا يرى النهايات على حقيقتها , وكان علي أن أعود من حيث بدأت إلى شاطئ الآمان .
محروم من لا يتذوق في ساعة الألم حلاوة الصبر و إنتظار الفرج
ومن لا يدرك المغزى من العطاء والمنع يظل مطوقا بالحرمان.
إن المحن التي تأخذ بالنواصي إلى الحق هي منح ربانية ,بها نعرف أن الدنيا لا قرار فيها وأنها جبلت على الأكدار.
عشق أمرض الفؤاد فدبت فيه الأوهام والأحلام والأسقام فلله فقط أشكو حالي وأدعوه أن يكشف ما ألم بي .رباه أمة ضعيفة شردت في متاهات الحياة وحطمها أسر الهوى وقتلها التمني , فامنن علي مولاي بتوبة تمحو بها ما كان من ذنوب وغفلات.
واسكب في فؤادي من معاني حبك ما تقر به عيني واجعلني رباه ممن زويت عنهم الدنيا وقاية لهم من الفتن وعلامة حب لا تبقى معه وحشة ولا خوف ولا أحزان .
لك ربي سلمت أمري , هذا الجسد العليل ستظل كل ذرة فيه تردد بحب وشوق :
يا خير من سئل وأكرم من أعطى ارزقني حبك , فأنا المسكينة المحتاجة في كل زفير وشهيق إليك يا حنان ويا منان .
فقط أقول الحمد لله لأنك ربي .
أختكم حسنية تدركيت
بتاريخ 9/3/2010