لِمَ ...؟
على شرفةِ الليلِ يفتحُ السهرُ نوافذَهُ ويغادرُ النومُ جفنيّ، فيعزفُ نبضي لحنًا جديدًا يُحدثُ ضوضاءَ في قلبي، وتستيقظُ سنينُ عمري من سباتِها معاتبًة:
فيمَ هذا البردُ والعتمةُ التي غلفتها؟
تهبُّ نسائمُ روحِهِ التي سكنت روحي دونَ استئذان، وتشتعلُ أوردتي برائحةِ عطرهِ المعتّقِ في نبضي، وينبسطُ قلبي ليغدوَ أكبرَ من حجمِ الكون .
وعلى أجنحةِ الأملِ باللّقاءِ في فجرِ جديدٍ ، ينثرُ العقلُ بذورَ التّساؤلاتِ في حدائقِ الروحِ:
لمَ هذا الاقترابُ حدّ الالتصاقِ؟ وكيف اعتصرَ الحبَّ من فؤادي!
وأمامَ سحرِ حضورهِ، يمتلِكُني حتى في غيابهِ ،مشعلًا بِصَمتِهِ ليلي، فأجولُ العالمَ بحثًا عنه، حتى إذا ما حضَرَ لُذْتُ بالفرارِ محتضنًة الأملَ أرسُمُهُ حلماً وأبعثِرُهُ في سماءِ اليأسِ، وأنسجهُ فرحاً من أوهامي ؟
أسألُهُ الرحيلَ وأتوسلهُ البقاء!