وعند جُهَيْنَةَ الخبرُ اليقينُ
أصل هذا المثل أنَّ حُصَينَ بن عمرو بن معاوية بن كلاب خرج لسفَرٍ وَمَعَهُ رجُلٌ مِنْ جُهَيْنَة ، يُقالُ لهُ : الأخنَسُ بن شُرَيق ، فنزلا في بعض منازلهما فقتل الجهنيُّ الكلابِيَّ وأخذ ماله وكانت لحصينٍ أختٌ تُسمَّى : صخرة فكانت تبكيه في المواسِمِ ، وتسألُ عنهُ ، ولا تجِدُ مَن يُخبرها بخبرِهِ ، فقال الأخنَسُ :
وكم من فارسٍ لا تزدريهِ ** إذا شخصت لموقعهِ العيونُ
يذِلُّ لهُ العزيزُ وكلُّ ليثٍ ** حديدُ النابِ مسكنهُ العرينُ
عَلَوتُ بياضَ مَفرِقِهِ بعضبٍ ** يطيرُ لوقعهِ الهامُ السكونُ
وأضحت عرسهُ وَلَهًا عليهِ ** هُدُوًّا بعد رقدتها أنينُ
كصخرةَ إذ تُسائِلُ في مراحٍ ** وفي جرمٍ وعلمُهُما ظُنونُ
تُسائِلُ عن حصينٍ كلَّ ركبٍ ** وعند جُهَيْنَةَ الخبرُ اليقينُ
من كتاب شرح الفصيح لابن هشام اللّخمي
واختيار المرء قطعة من عقله تدلّ على تخلّفه أو فضله