حاكم من ورق مدينة من أرق فقراؤها أسياد 00 مكبلون وأغنياؤها بالهوى يرقصون عابثين ليس هناك وسط طبقات متأرجحين بين عيش رغيد فاره أو فقر مدقع هالك !
تفرقهم كثرة الأرقام وتجمعهم ثورة الألم اختلطتْ عند حدود هذه المدينة أسمى المعاني فالكذاب الأشر تدق له الطبول ويكون في أرقى المعالي ومن مذهبية لوحة شرف الأسامي !
وعلى حين غرة داهم هذه المدينة داء خبيثٌ عاصف لم يسلم منه سوى الفقراء وأخذتْ تلك الأخضر واليابس وفتك بعددٍ كان يأمل أن يحيا ليبطش بعدد الفقراء !
فهمّ الحاكم بالأمر وبات يسهر الليل متأملا كرسي عرشه وتدار رحى الأسئلة في رأسه ! لماذا علْيَة قومي يموتون 00وهؤلاء الحمقى يحيون 00إني أخشى 00ولكن أين جلسائي أين وزرائي ؟! وكان طعام فاحت منه روائح اللحوم وتساقط الشحوم فركله لأول مرة وبات ليلتين دون طعام أو شراب فيما أكابر المدينة يعلو صراخهم وتدب في أرجائها الخوف بحذر ! سمع المساكين بأمر الخبث وتفرقوا بين شامت ضاحك ومهتم ناقم فالأمر لا يعنيهم ! فذهب قلة منهم وهذه جرأة تحسب لهم فرأوا مدينة أخرى لا يعرفون عنها شيئا 00حراس صرعى روائح نتنة تفوح من أجسام الموتى دخلوا القصر هكذا 00يا للعجب قمة الأناقة كل ما التفتوا مذهّب رأوا الحاكم في ضيق وحسرة قابع تحت كرسيه رآهم وقال : هذا ما كنتُ أخشاه وفقد وعيه ولم يفيق إلا بثلة من المساكين بجانبيه يروون ظمأه فقام من عندهم متثاقلا أتركوني أتريدون أن تحكموا وتستولوا على عرشي ! لم أمت بعد 00قال حكيمهم والله لا زلت في غيك القديم أترى أننا لم نمس بأذى من مرضكم ؟ فلماذا نأتي للموت ؟! المدينة لنا جميعا وأنت حاكمنا شئنا ذلك أم أبينا دعنا من ذلك كله قاطعه الحاكم هل معكم شيء من طعامكم نعم قطعة من خبز وشربة ماء قال : ناولنيها فأكل وشرب بنهم كأول مرة في حياته ! فاسترد عافيته وطلب المزيد قال أحدهم ناقما في مخازنكم ! حسنا أنتم من اليوم جلسائي ووزرائي لكن ما الحل 00نريد أن ننقذ ما تبقى قال الحكيم : فقط لا تأكلون اللحم لمدة من الزمن ودع شعبك ينعم من خيرات هذه المدينة استأنس الحاكم بهذا الرأي الحصيف وفتح أبواب المدينة لهؤلاء المساكين !
فهمّ الحاكم بالأمر وبات يسهر الليل متأملا كرسي عرشه وتدار رحى الأسئلة في رأسه مرة أخرى !