|
وقفتُ لم أرَ في وجهِ المدى أحدا |
سواي في نحرِ أعداءٍ وشدقِ ردى |
كلُّ الورى اتفقوا أن يشهدوا أجلي |
والخفقُ يخبرُهم أنْ خابَ مَن شهدا |
العذرَ يا سادتي خيبتُ خطتَكم |
فجرّبوا غيرَها قد تنجحونَ غدا |
كأنما ضاقت الدنيا بحفنتِنا |
فضجّت الأرضُ كي تشتقَّ ملتحَدا |
نغيظُكم ها هنا،نحتلُّ أعينَكم |
فلا ترى غيرَنا من رعبِها أحدا |
نحن الذين زحمْنا بالمناكبِ في |
عينِ المدى فبدونا للعيونِ مَدى |
ونحن مَن تصفعُ السكينَ راحتُنا |
هذي الأظافرُ في وجهِ الغزاةِ مُدى |
ونحن في شبرِ أرضٍ نبتني صُرُحًا |
للمجدِ وسطَ ركامٍ للردى جُددا |
الموتُ مندهشٌ ما استلَّ من رمقٍ |
إلا وألفُ بديلٍ جنبَه ولِدا |
ونحن من رحم الديجورِ مطلعُنا |
كواكبًا ليس فيها كوكبٌ سجدا.. |
لنعلِ غازيةٍ أو ظلِّ طاغيةٍ |
كذلك الحرُّ غيرَ اللهِ ما عَبدا |
لا زلتِ طائفةً بالحقِّ ظاهرةً |
بشرى النبيِّ ولن تُستأصلي أبدا |
يظنني لقمةً في الحلقِ سائغةً |
حتى رأى شوكةً تستوفزُ الكبدا |
ترقرقتْ خمرُنا من رحمِ داليةٍ |
من هاشمٍ رفدُها نِعم الذي رفدا |
ما عُتّقتْ سنةً إلا جرتْ صببًا |
وغيرُنا دَنُّه ما فُضَّ مذ ركَدا |
هذي السما وردةً مثلَ الدهانِ بدتْ |
وغزتي شفقٌ؛صنوانِ واتحدا |
لكلِّ تكبيرةٍ من شَخْبِ حنجرةٍ |
يرنُّ في الملأ الأعلى رفيفُ صدى |
تمدُّني دأبًا منهم ملائكةٌ |
إن كان إعلامُكم للمعتدي مددا |
وقفتُ فوق ذرى المنطارِ أرقبُهم |
في سفحِه جثثًا ملءَ المدى بِددا |
أيقنتُ أني بعينِ اللهِ مكتَنَفٌ |
وأنني بيدِ الرحمنِ كنتُ يدا. |