|
لأنكم أنتم الأعلى فلا تهِنوا |
لأنّ ميتَكم حيٌّ فلا حَزَنُ |
فكم إذًا قَتلوا؟ عادوا لخالِقِهم |
قد حَفَّهم عرشُه وازّينتْ عدنُ |
وكم إذًا هدموا بيتًا ومدرسةً؟ |
فإن ناصيةَ الدنيا لكم سكنُ |
حتى المرايا اشمأزتْ من بشاعتِهم |
ورغم كِسرِ المرايا كلُّكم حَسنُ |
وكم إذًا جرحوا؟ آلافَ أوردةٍ؟ |
لها الفداءُ وريدٌ فيَّ محتقنُ |
هذي جراحُكِ كفُّ اللهِ بلسمُها |
وما ينالُ نداها مُقعَدٌ زَمِنُ |
من كلِّ جرحٍ يضوعُ المسكُ فانتشقوا |
أَم أن أنفَكمُ يحلو له النتنُ |
تستقبلُ الموتَ والأسنانُ ضاحكةٌ |
كأنه غائبٌ بالشوق يُحتضنُ |
وتصبغُ الثوبَ تجلوها ملائكةٌ |
وثَوبُ جَلْوتِها القاني هو الكفنُ |
يا روضةَ الوردِ إن جزّوا براعمَه |
فها هنا نسغُه بالترْبِ منعجنُ |
يا نجمةً وحدَها شقتْ غياهبَنا |
لتهديَ الضوءَ عينًا كَفَّها الوسنُ |
وأنتِ أكبرُنا ؛للهِ ما أصغرَنا |
بجنبِ باسقةٍ تعنو لها المحنُ |
مدينةٌ كعروسِ البحرِ قامتُها |
لكنْ تُطأطئُ مِن عليائها المُدنُ |
كأنما مِن دمٍ أبناؤها رضعوا |
بل دونَ (كافٍ) فما في غزةٍ لبنُ |
هم الذين من الأحزابِ قد حُصروا |
ردحًا فما قنطوا يومًا ولا وهنوا |
شَقّوا الثرى نفقًا يُفضي إلى نفقٍ |
وها بَدَوا مثلَ سِرٍّ فَضَّهُ العلَنُ |
حريّةٌ تُشترى ليست لمن بخلوا |
ومن طهور دماكم يُدفَع الثمنُ |
وأنتِ في نَهمةِ الباغينَ حنظلةٌ |
تشدُّ أشداقَهم مِن سُمِّها الوُتُنُ |
فلا تخافي؛ لأنتِ الخوفُ يُرعبُهم |
حتى اسمُكِ المتحدّي منه ما أمِنوا |
صَبّوا مدافعَهم من كلِّ ناحيةٍ |
لم تُجدِ طائرةٌ أو تنجحِ السفنُ |
ونحن عُقدتُهم؛ بل نحن عقدتُكم |
لأنه لم يَسُقْ أعناقَنا رَسنُ |
يخشَونَ عدواكِ تفشو في أذلَّتِهم |
يا سُنّةً تقتفي آثارَها السُننُ |
ويجهدونَ ليُخفوا جبهةً طلعتْ |
كالبدرِ يا فتنةً ما بعدَها فِتنُ |
قولوا لمَن فرحوا،قولوا لمن شمتوا، |
قولوا لمن شتموا،قولوا لمن طَعنوا: |
وليُّنا اللهُ ما حيكتْ مؤامرةٌ، |
وأنتمُ حسبُكم مولاكمُ الوثَنُ |
قتلايَ في جنةِ الرحمنِ يرزقُهم |
وأسفلُ الدرْكِ مِن نارٍ لمَن جبنوا |
ما ثَمَّ عارٌ لمن تحتَ الثرى سكنوا |
لكنْ لمن فوقَه في عارِهم دُفِنوا |
لا تستحوا بعدَها مِن حلفِكم أبدًا |
فقد تولّى حياءً ذلك الزمَنُ |
وأجمِعوا أمرَكم وأْتوا بأجمعِكم |
فكلُّكم بنياطِ الغدرِ مقترِنُ |
ستعلمونَ غدًا إذْ ما ثَمَّ بعد غدٍ |
أيُّ الفريقينِ يحدو باسمِهِ الوطنُ |