كلُّ عيدٍ ياعقودَ الفلِّ ..
يرحلُ غيرَ عيدكْ .
يملأ الكأسَ من الشوقِ
ويسكرُ في وريدكِ .
كل عيدٍ ياطيور الحبِّ
أغزلُ في نشيدك
لم يتب قلبي ..
وذاتُ الدلِّ ترقدُ في مهودك .
كل عيدٍ ليس يهديني غلائلَ ..
من خدودك .
ليس ينزلُ في مياهِ الشعرِ
يهديني عقودك .
عيدُ أطفالٍ ..
أنا طفلٌ ولكن
لستُ آكلُ في صباحِ العيدِ إلا من ورودك .
كلُّ عيدٍ ..
ترقصُ الموجةُ في عينيكِ
من ماءِ القمرْ .
كلُّ عيدٍ .. أحملُ العودَ إلى التلِّ
أغني ..
أرقبُ الشمسَ
أغني
أرفعُ الشرشفَ عن خديكِ
أدنو للشجرْ .
كلُّ عيدٍ ..
يفرشُ النرجسُ من هذا الأديمِ
على طريق الشعرِ .
أوقدُ منه شمعاً
أملأ الكوخَ من العشبِ
من الثورةِ
والكفرِ
أنادي
إنني ياعيدُ وحدي ..
أركلُ العالمَ وحدي
أوقد الشمعةَ في عزِّ النهار .
كلُّ عيدٍ ..
أوقدُ الشمعةَ للحزنِ الرفيقْ .
وأضمُّ الظلَّ في صدري
وأجمعُ شارداتِ الحبِّ
من كل طريق .
ونصبُّ الشايَ
نضحكُ في مياهِ النورِ
والبحر الغريق .
كلُّ عيدٍ
أرفعُ الأعلامَ في كوخي
وأصعدُ منبراً للفلِّ
والريحانِ
أعلنُ رفضيَ الإرهابَ
ياوطناً تنبَّتَ من دمِ الإرهابِ
ياوطنا أمات الكحل في الأهداب
أمات الشعر في الأعراب .
كلُّ عيدٍ ..
أدخل الخزنةَ
أنفضُ عن ثيابِ الشعرِ
أكوامَ الغبارْ .
ليس لي ثوبٌ جديد
إن أثوابي من التاريخِ
من عهدِ التتار .