مساهمة آمل أن فيها ما يغطي الصمت عن الأيام التي أظنها حملت الأحداث الأبرز
هدنتان كل لاثنين وسبعين ساعة
ومعركة محتدمة حول طاولة المفاوضات في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي
كانت الهدنة الأولى لثلاثة ايام من صباح الثلاثاء 5-8 حتى صباح الجمعة 8-8 لم تسفر المفاوضات خلالها عن نتائج من أي نوع وعاد الوفد الاسرائيلي المفاوض لفلسطين المحتلة بلا نتائج
وجاء في التفاصيل
أعلن مسؤول إسرائيلي الأربعاء موافقة بلاده على تمديد وقف إطلاق النار، المعمول به منذ الثلاثاء في قطاع غزة، من دون شرط أو مهلة زمنية، لكن اعضاء في الوفد الفلسطيني أكدوا أنه ليس هناك أي اتفاق بهذا الشأن، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، الموجود في القاهرة ضمن الوفد الفلسطيني المشارك بالمباحثات في تغريدة "ليس هناك من اتفاق على التمديد للتهدئة".
ووصف مسؤولون في الوفد الفلسطيني المفاوضات بأنها "جدية ومفصلة"، لكن يبدو أن مطالب الجانبين تتعارض، إذ تطالب إسرائيل بأن تضع الفصائل الفلسطينية أسلحتها، وهو الأمر الذي الجانب الفلسطيني.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أهمية نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة، مكررا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد بنفسه على هذا الأمر.
من جانبها، أكدت الفصائل الفلسطينية رفضها مجرد الاستماع لطرح "نزع سلاح المقاومة" في قطاع غزة.
أما الفلسطينيون، فطالبوا برفع الحصار المستمر منذ 8 سنوات، ويؤدي إلى خنق القطاع الصغير، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى وإنشاء مطار وميناء بحري في غزة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: "مسألة المعابر سيتم طرحها ودخول المواد الإنسانية الأساسية والمواد اللازمة لإعمار غزة"، مضيفا "إنها من المسائل الرئيسية التي سيتم بحثها أثناء المفاوضات، بعد سنوات من معاناة الشعب الفلسطيني".
كما ساند الرئيس الأميركي باراك أوباما الجهود المصرية للتوسط في وقف مستمر لإطلاق النار بين الطرفين، لكنه دعا أيضا إلى حل طويل الأجل يتيح الأمن لإسرائيل ويقدم في الوقت نفسه الأمل لسكان غزة بأنهم لن يبقوا "معزولين بشكل دائم عن العالم".
وفي حين أدان أوباما فصائل فلسطينية لتصرفها "غير المسؤول" في إطلاق صواريخ من مراكز سكنية، حث على تطوير "صيغة" تكفل تخفيف المصاعب التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون الذين عانوا أثناء أحدث حرب في غزة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وعاد التوتر للقطاع وعاد نزيف الدم
لكن كتائب القسام لم توجه أية ضربات للجانب الإسرائيل الذي رد على ضربات صاروخية وجهتها بقية فصائل المقاومة اعتبارا من الدقيقة الأولى لانتهاء الهدنة تماما كما هددت حماس
وعاد الجانبان للتأكيد كل من جانبه حماس على شروطها وإسرائيل على تعنتها
وبدأت الهدنة الثانية التي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من منتصف ليلة الأحد/ الاثنين، ولمدة 72 ساعة، تنتهي منتصف ليلة الأربعاء/ الخميس.
وعقد مسؤولو جهاز المخابرات العامة في مصر جولة جديدة من اللقاءات مع أعضاء الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، كلاً على حدة، أملاً في التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء الهدنة
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خالد البطش، عضو الوفد الفلسطيني، قوله إن الحركة "لن تقبل بأي دور بديل عن الدور المصري"، في إطار رده على سؤال عما إذا كانت هناك وساطات أخرى تلوح في الأفق، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووصف البطش، الذي يشارك ضمن الوفد الفلسطيني بمفاوضات التهدئة، المفاوضات بأنها "الأكثر جدية وتكثيفاً وصعوبة"، مؤكداً أن "مصر تبذل جهداً كبيراً من أجل الوصول لاتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني"، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة الأنباء الرسمية.
من جانبه، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، موسى أبو مرزوق، إن "الوفد الفلسطيني يخوض مفاوضات صعبة مع الوفد الإسرائيلي في القاهرة، من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة، وتحقيق مطالب الفلسطينيين."
وأضاف أبو مرزوق، في تصريح مقتضب قبل بداية اليوم الثاني من المفاوضات، أوردته وكالة الأنباء المصرية الرسمية: " نحن أمام مفاوضات صعبة.. مرت التهدئة الأولى دون إنجاز يذكر.. وهذه هي التهدئة الثانية والأخيرة.. والجدية الآن واضحة.. والمطلوب أن يحقق الوفد ما يأمله الشعب."
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية، لم تسمها، أن مفاوضات القاهرة "تراوح مكانها"، كما أكدت المصادر نفسها أن "مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني مازالت متباعدة"، وشددت على أن "جلسة المفاوضات اليوم (الثلاثاء) ستكون حاسمة."
في الغضون، أكدت مصادر فلسطينية قيام سفن سلاح البحرية الإسرائيلية بإطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه "بحر غزة"، في "أول خرق" لاتفاق التهدئة، بينما قالت الإذاعة الإسرائيلية إن السفن أطلقت "عيارات نارية تحذيرية باتجاه زوارق صيد فلسطينية.. بعد أ تجاوزت المنطقة المسموح بها."
وفي خرق آخر لاتفاق التهدئة، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً تجاه مقر النادي البحري غرب مدينة غزة، مما تسبب في إحداث أضرار مادية في المكان، دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين.