غنوة
كانت جارتُنا،شابةً جميلةً،تبدأُ بالشــربِ مع غروبِ الشمسِ
حتى يُطْبُق الليلُ سطوتَه...تَسْكَر...تصل ذروةَ السكر،حتى يُتَعْتُعها السكرُ،تطلبُ من أمِها أن تجلبَ لها أياً كان،ليكتبَ لها رسالةَ حبٍ،أمُها المسكينةُ وحفاظا على ابنتِها
كانت اغلبَ الأوقات تأخذُني من أمي إليها متوسلةً وراجيةً أن تعيدَني سالما،كنتُ كلَ ليلةٍ اكتبُ رسالةَ حبٍ،كانت غنوة تُمْلي عليَّ أشواقها ولواعِجها وعذاباتِها وفقداناتِها علـى شكلِ أغنيةٍ جنوبيةٍ حزينةٍ،بعدها تنخرطُ ببكاءٍ مرٍ وتجهشُ بالعويـــلِ وتروحُ تنتحب وتلطُم صدرَها النــاهد،ودموعُها تفيضُ وتُغْرِقُ وجهَهَا وبدلــةَ عُرْسِها البيضــاءَ التي ترتديها كلَ ليلةٍ علــى الرغم من مضـي أكثرَ من خمسَ عشرةَ سنةً على غيابِ خطيبهِا المسيحيِ بائعِ الخَمْرِ الذي هَجَرَها.