غرقتْ؟..لم تغرقْ!
أمامَك كلُّ المدى المُطبِقِ وغزةُ متخمَةٌ فانتقِ معارِضُ للموتِ مكتظةٌ فكم جثةً شئتَ فاسّوّقِ؟ ولحمٍ تفحّمَ مِن نضجِهِ ولحمٍ بلونِ العقيقِ النقي هنا جامعٌ، وهنا شارعٌ فهل منهما اليومَ شيءٌ بقي؟ هنا امرأةٌ رُدمتْ ورضيعٌ على صدرِها غُصَّ؛ لم ينطِقِ هنا أُسرةٌ كلُّها ترتقي سوى ذاهلٍ تركوهُ؛ شقي هنا وجعٌ يتحدى الكبيرَ ويكبرُ حتى مدى المطلَقِ وما امتازَ دمعُ الثكالِ بعينٍ وكلُّ العيونِ بها تستقي وهذا الثرى فاغرًا شدقَه وكم ألقموهُ ولم يُغلَقِ مقابرُ تنداحُ شيئًا فشيئًا تكادُ بشاطِئها تلتقي تزاحمُ فيها القبورُ فتجري لتُلقيَ عن كاهلٍ مرهَقِ دماءً على الرملِ مِن صِبيةٍ لَهوا بحمى الشاطىءِ الشيّقِ وغزةُ تمخرُ لُجَّ الدماءِ وأكفانُها رايةُ الزورقِ نِطاقٌ يلفُّ وما مِن مفرٍّ سوى سببٍ للسما يرتقي ورغمَ الضنى بل ورغمَ الردى إذا سابَقا الطفلَ لم يُسبَقِ يموتُ وعيناهُ تُومي بِ لا وغيرَ الشهادةِ لم ينطقِ يصبّونَ بركانَ أحقادِهم على ساحلٍ كالظُّبا ضيّقِ وأنتِ أمامَهمُ دونَ تُرسٍ وليس سوى العزمِ من خندقِ ويهوونَ بالفؤسِ من كلِّ صوبٍ لكي يسحقوا زهرةَ الزنبقِ وهم يتّقونَ من الموتِ جبنًا ونحن المنايا فما نتّقي؟! تمنَّوا لوَ انكِ يومًا غرقتِ ولكنّ غزةَ لم تغرقِ لأنكِ آخرُ نسرٍ لنا إلى أمدِ المنتهى حلّقي وشُدّي عليكِ خضيبَ إزارِ فقد بزَّ ثوبَ الحجيجِ التقي تضمينَ أشواكَ يومِكِ صبرًا لتزهرَ في غدِكِ المُشرقِ