|
فَقَدْتُ الأُخْتَ يَا عَيْنايَ عُذْرَا |
سَأَبْكِيهَا طَوَالَ الْعُمْرِ تَتْرَى |
وَلَنْ أَنْسَى مَلَامِحَهَا لِأَنِّي |
حُبِسْتُ بُعَيْدَ مَثْوَاهَا بِذْكْرَى |
أُنَادِيهَا بِقَلْبِ الصَّمْتِ شَوْقاً |
وَلَكِنَّ الصَّدَى يَرْتَدُّ هَجْرَا |
كَأَنِّي دُونَ رَوْضَتِهَا أُغَنِّي |
عَلَى غُصْنٍ بِهِ الْأوْرَاقُ سَكْرَى |
فَأَسْقُطُ دُونَ لَمسِ الْوَرْدِ حَتَّى |
أُغَرِّدُ طَيَّ شَوْكِ الْبَيْنِ قَهْرَا |
أُعَاتِبُنِي لِإَنِّي حِينَ كَانَتْ |
كَيَانِي لَمْ يَكُنْ لِلأُخْتِ ظَهْرَا |
فَلُومِينِي أيَا مَرْضِيَّتِي لَا |
تَغِيبِي عَنْ عُيُونِ الْحُبِّ دَهْرَا |
أُحِبُّكِ لَمْ أَقُلْهَا كُلَّ يَوْمٍ |
وَرُغْمَ المَوْتِ يَحْيَا الْحُبُّ جَهْرَا |
فَيَا رَيْحَانَةَ الْحُبِّ اعْذُرِينِي |
لِأَنِّي لَمْ أَجْدْ فَي الْقَلْبِ عُذْرَا |
فَكَيْفَ تَعِيشُ فِي جَسَدِي حَيَاةٌ |
وَرُوحِي تَنْبُضُ الآهَاتِ نَحْرَا |
تُصَاحِبُنِي ابْتِسَامَتُكِ الَّتِي لَا |
تُفَارِقُ وَجْهَكِ الْيَنْسَابُ طُهْرَا |
فَأَضْحَكُ ثُمَّ أَبْكِي ثُمَّ أَصْحُو |
لِأَلْقَانِي بِوَجْهِ الْمَوتِ حَيْرَى |
وَأَحْبسُ مَا تَعَذَّرَ مِنْ دُمُوعِي |
لِأَطْلُقَهَا بِدَمِّ الْقَلْبِ جَمْرَا |
فَدَيْتُكِ يَا حَبِيبَةَ عُمْرِ عُمْرِي |
فَإِنَّكِ لَمْ تَعِيشِي الْعُمْرَ عُمْرَا |
وَلاَزَالَ الشَّبَابُ بِذَا المُحَيَّا |
إِذَا مَا جِئْتِ فِي الأَحْلاَمِ بُشْرَى |
كَأَنَّ الْوَرْدَ دُونَكِ دُونَ رُوحٍ |
لِأَنَّكِ كُنْتِ لِلأَزْهَارِ عِطْرَا |
وَقَدْ كُنْتِ الرَّحِيقَ بِطِيبِ قَلْبٍ |
إِذَا سَيَّحْتِ شَهْدَ النَّفْسِ شَوْرَا |
وَكُنْتِ فَرَاشَةَ الْجَنَّاتِ لَمَّا |
تُرَفْرِفُ زِينَةُ الأَخْلَاقِ سِحْرَا |
وَلَا زَالَتْ تُذَكِّرُنِي حَيَاتِي |
بِأَنَّكِ كُنْتِ لِلأَنْدَاءِ فَجْرَا |
وَإِنَّ الْوَجْدَ لِلأَيّامِ يَحْنُو |
لِأَنَّكِ كُنْتِ شَمْساً كُنْتِ بَدْرَا |
فَطُوبَى لِلتُّرَابِ بِضَمِّ رُوحٍ |
أنَارَتْ فِي الْوَرَى جَسَداً وَقَبْرَا |