هي مقتطفات قصيرة من الرواية أستسمحكم بعرضها في هذا الرابط تباعا .. مع انتظار تفاعلكم في شوق بالغ..
( 1 )
همس محمود لنفسه في شجن همساً لم يسمعه صاحبه:
بل هي رقيقة.. رقيقة حد القسوة.. رقيقة حد الجبروت.. عائشة رقيقة كفاية، لأن تأسرك وتشكل حيَّاتك كلها، دون أن تترك لك أي مساحة للاختيار!! رقيقة إلى الحد الذي يجعلك تقاتل حين تقاتل من أجلها.. ولو كنت تجاهد من أجل الوطن والدين! صورتها لا يمكن أن تفارق خيالك وأنت تواجه المدفع والبندقية.. وعيناها البلوريتان الساحرتان ترقبانك وأنت تتقدم الصفوف.. أو وأنت تحمل مصاباً، أو أشلاء ضحية.. أو تهرب بقدميك من الغوص في برك الدماء الآدمية لرفاق الطريق!! تقول لك اثبت من أجلي يا حبيبي.. ستظل تؤنسني بوجودك الفيَّاض.. حتى ولو دفعت حياتك ثمناً لرجولتك.. فستظل تؤنسني، وتسكنني إلى أن نلتقي في روضات أرحم الراحمين.. عائشة رقيقة كفاية لأن تجعلها هي الوطن وهي السكن وهي الشرف، فتموت في سبيل صفائها ونقائها.. في سبيل إشراقة ابتسامة واحدة على محيَّاها الملائكي البديع!
تنحنح حسين في رقة، وقال باسماً رغم قسوة الظروف المحيطة:
إيه أيها العاشق.. أين ذهبت؟ سافرت إلى اسطنبول يا بطل؟!