انسحاب من جنوني
حاولت كثيرا أن لا نختلف، وكنت أتمنى أن تواريني التراب قبل أن أغضبك ثانية بعد ما أخذت على نفسي من عهد، لكني أراني اليوم أشبه بورقة في مهب الريح، مرذولة مشلولة، لا ترتقي أحلامي لأكثر من تأمين نفسي من عبثها بي، فما أضعفني في مواجهة أعاصير خيبتي، وما أعجزني عن تجنب خلافٍ ما زلتَ تصرّ عليه كلما وجدت عندي رأيا استقل قليلا عما تفكر به ولا تصرّح، وكأنما تريدني أن أحزر ما تريد أن تفعل، لأرجوكه فتتفضل علي به منّا منك وجودا، وهذا ليس شكلا صحيّا لعلاقة مهما كان مسماها أيها الحبيب.
أنا أغنى خلق الله عن التوريات في التعامل، وأعجزهم عن قضاء عمري عدوا لنيل رضا لا ينال، فاعذر فشلي فيما أمّلت، واغفر زلّتي بارتقاء سلم أحلامي لما لا أستحق منك
أعلم أنك إن أجبتني فستقلب لي كدائما ظهر المجن، وستضع الحقيقة أمام مرآة براعتك التعبيرية لتقلب الصورة، وتستحيل مظلوما عاتبا، فغاضبا لائما مؤنبا، منتظرا ندما على ما بدر مني من جحود ونكران، ومتهما حزني بالتطاول وخيبتي بالغباء وحسرتي بكدر نفسي ..
لهذا.. ولأني أعرف القول وأصله فأنا لن أنتظر ردّا، وأعدك بأني لن أنهار أبدا
لن أبكي، ولن أخاصم عالمي، ولن أنقطع عن شؤوني
لكني أحتاج اليوم انسحابا من جنوني لأن أغفو قليلا