مَن وُجِدَ في رَحْلِهتأمَّلها من وراء حجابٍ؛ بُغيةُ كلِّ مُتشوِفٍ، وإذ حضرَ هو كان الإحجامُ عليهم واجبًا... أليس هو الكلَّ في الكلِّ؟!
لن ينالَها إلا بحِليةٍ... أخرج من كُمِّه نَقشَه الأثيرَ؛ لا يعرف سرَّ الحروف الأربعة المبعثرة على رقعته إلا هو: (الشين) : شيطان و(الألف) : إبليس، وبه يصفونَه، و(الدَّالُ) : دمامةٌ و(العين) : عُرْيٌ، وبهما يعرفونه. ولا غضاضةَ إذ كانت الصفاتُ محلَّ فخره وإحساسه بتفرُّده بين أنداده؛ ما أتاحَ له مكنةً على عرش إمبراطوريته الـمُصغَّرة...
يقطع حبل أفكاره طرقات السكرتيرة الحسناء: «لقد حضرتْ»...
تُبدي كثيرًا التماسُكِ - وهي الموزَّعة على الأحزان والنوائب - لم يأخذ الزمنُ منها إلا كما يأخذ من التحفة الأثيرةِ، يُفضي به اليأس منها إلى استدعاء كلِّ مهاراته؛ ليدُسَّ في حقيبتها ذلك النقشَ اللعين، ثمَّ يؤذِّنُ مؤذِّنٌ: «إنَّ نقشَ الأمير مفقودٌ»...
يأتي رجالٌ طُلْسٌ، يتعاقبون على الإنكار... يُذكِّرُهم بقانونه الخاصِّ الذي صاغَه للتَّوِّ: «مَنْ وُجِدَ نقشي عندَه فَلِي حقُّ التصرُّفِ فيه كما أشاء».
وبدأ بحقيبتها قبل حقائبهم؛ لينزاحَ عن كاهلهم هَمُّ الرَّفْتِ، هامِّينَ بِرجْمِها؛ لولا أنَّ له في سلامتها مأربًا، وهم يعلمونَ.