/
//
/
*
"أحصت الأم نقديتها ثم أدلفت إلي كيس النقود فلم تتحصل إلا على القليل والذي لا يملأ كفيها نقدية فقط أعطتهم لعروسها الي تبلغ الأربعة عشر ربيعا
وما تزال في صفها الأول الثانوي:أنظري يا نن عيني ياعروسنا :ليس معي سوى أربعة عشر جنيها للسوق أنا آسفة هذا ما تبقى من راتب والدك وباقي أيام معدودة وسيقبض الراتب الجديد بحول الله
سابقتها بنيتها :يا أماه لن أذهب إلي السوق بهذه الخردة إنها لن تفي بشيئ على الإطلاق، تعنفها الأم :إسمعي يا عروسي ستعطين المبلغ لخالتك التاجرة وهي ستشكل لنا شيئ ما هي تعلم ما نريد وما يوافقنا
لا تتعبين نفسك أبد وما تعطيه لك احضريه يا بنتي و الجاي الفرج إن شاء الله تعالى ، تتململ وتكفهر ثم تمضي بما حمّلته لها أمها. قابلتها إحدى صويحباتها :إلي أين يا أروى؟ إلي السوق يا فطومة الحمدلله سنذهب سويا
تعالي ؟أروى تتذكر أن فاطمة ابنة عمها الغني ثرثارة ولن تبقي كلامها سرا فتحججت بأنها لن تذهب إلي السوق أولا بل إلي بعض حاجاتها قبل السوق ،تركتها فاطمة وهي تستغرب موقفا , دخلت أروى السوق إلي قريبتهاالتاجرة و سألتها حاجتها فأجلستها البائعة صاحبة والدتها على الفاكهة و العرض حتى ترجع اشترت البائعة لها بعض الاشياء الكبيرة والتي اصابها العطب والعوجاء والكسر وما اتفقت عليه هي وأم أروى
حملت أروى سوقا كبيرا في جعبتها ولكنه مصرور لا تستطيع ان تراه او يراه احد آخر مشت أروى من داخل السوق وكلما رأها تاجر أو تاجرة يسخرون وينظرون إليها نظرات غريبة لم تفهمها جيدا ولكنها راحت تمني نفسها بالرمان الذي اشتهته في يد التاجر فناداها يا أروى تعالى فقالت ماذا يا عم قال لها تعالي خذي كيلو الرمان وأنا ساحاسب والدك حين يقبض الراتب فضحكت وقالت يا عم نحن لا نأكل بالدين يكفينا ماحملت،تعجب التاجر من أروى الصغيرة وردها المفحم فقام مسرعا بالكيس ليضع لها في صرتها الرمان،واقسم عليها أنها لن ترده ،لم تقبل أروى بهذا وأخذت تصيح لمن لا تعرفه لا والله لن آخذه يا عمي أرجوك ،وقعت الصَّرة انكشف كل شيئ
نزل العرق من الوجه الخجول المحيا البدري الطلة : هل هكذا ياعم هل هكذا ياعم سامحك الله ،ومن بين دموعها تلم صرتها ثم تقول ما كنت أريد رمانا ولا غيره،كنا نريد الستر والستر فقط يا عماه :نزلت دمعتان على وجه التاجر
وهو صاحب ابيها المخلص له بعد ان مال الزمان به وبأخيه ابي أروى ،جرت أروى الطفلة من السوق وتركت صرتها باكية شاحبة على بعد أمتار من بيتها تخاف ان تدلف وإلا تنال من أمها مالا تشتهي ،يد توضع على كتفيها
تعالى يا أروى لاتخافي : ثم ذهب لأمها بالصُّرة وأدخل أروى وصرتها على كتفه ،خذي يا أم أروى هي لم تستطيع حمله فحملته عنها
أم أروى :اعذرنا يا أبا عمر ،لماذا لم ترفعه عليها لقد اصبحت عروسا وليست صغير شكر لك شكرا لك تفضل إشرب الشاي أبو عمر عندما يأتي أبو أروى سآتي أشرب الشاي
إنطلقت أروى تروي لأمها ما حدث بالضبط فهي لا تخفي عنها شيئ و أخذت تفتح الصرة يا أمي لقد أوقع مني الصرة .ولم يا أروى ؟ لأنه أراد أن يعطيني رمانا و انا لم أرضى بذلك فوقعت الصرة فقالت لها أمها وهي تبتسم وتضحك وهل هذه صرتك يا أروى تقول نعم نعم يا أماه فقالت لها وفيها لحم وسمك و خضراوات وفواكه
تلعثمت أروى و نزل عليها ماء الحياء كالمطر مشدوهة مرة أخرى
أكيد يا أروى عمك أبو عمر قد أخطأ في الصرة إنه
آخر سوق وآخر صرة في الشهر المرة القادمة لا تتمشي في السوق
واخرجي من آخر السوق بأخر الشهر بآخر صرة رجاء يا أروى
ابتسمت آروى لأمها ثم ردت وهل نظل بآخر صرة وآخر سوق وآخر الشهر و الذي لاياتي أوله أبدا
أردفت الأم يا بنيتي نحن نأكل ونشرب ونلبس على كل حال وهناك من إخواننا المسلمين واطفالهم يلتحفون الشوارع ويلبسون الخيش
وياكلون الفتات هذا الاحسن حظا والاسوأ يكون له دخول القبر هو السير في الشارع أو في سوق "
دمتم مبدعين