يَـــدٌ عــلَـىٰ الـجَـمْـرِ ، والأُخــرىٰ عـلـىٰ الْـمـاءِ
وبـــيــنَ مـــائــي وجَـــمْــري ؛ نــامَ إغــفـائـي
.
.
ومِــــنْ حـــرارةِ أنْــفــاسـي ، وثـــلْــجِ يَـــــدِي
كَــــوّنـــتُ بُـــنْــيَــةَ إنـــشــائــي وأشــيــائــي
.
.
فَـطِـيـنَـةُ الْــبَــدْءِ كــانــتْ مِـــنْ تُـــرابِ دَمِـــي
وســـاحــةُ الــــدّارِ كــانــتْ بــعــضَ أجــزائــي
.
.
ومِـــــنْ وَمِــيــضِ نُــجـومـي وانْــفِـتَـاقِ صِــبَــا
حُـلْمـي ، سـطَـعْـتُ بِـضَـوضـائي ، وأضــوائـي
.
.
ســافـرتُ نَـحْـوي عـلـىٰ وَجَــلٍ فَـمِـتُّ عـلـىٰ
سَـــفْــحِ الــزّمــانِ قُــبَـيـلَ رَبِــيــعِ صــحـرائـي
.
.
وحِـــيــنَ عُـــــدْتُّ بِــــلا زادٍ سِــــوىٰ شــجَــنٍ
إلــــىٰ الــمُـرابـطِ فــــي نـبْـضـي وأحـشـائـي
.
.
عَــلِـمـتُ أنّــــي أنـــا الـمَـحْـظورُ فـــي وطَـــنٍ
تــــــرىٰ الـــوَضِـــيـــعَ بـــجـــنّـــاتٍ وأفـــــيــــاءِ
.
.
رضــيــتُ ! ، كــــلّا ، ولــكـنّـي شــعَـرْتُ بــمـا
يـنْـتـابُـنـي ، فَـــبَــدَا الــبُــركـانُ مِــــنْ لائــــي
.
.
كــــمْ سِــــرْتُ والــشَّــوكُ دربٌ لا فــــؤادَ لَـــهُ
يـقـتـاتُ مـــنْ مُـهْـجـتي الـثّـكلىٰ وأشـلائـي
.
.
وبُــرْعُــمُ الــوقْــتِ مــصـلُـوبٌ عــلــىٰ رِئَــتــي
وســاعــةُ الــعُـمْـرِ نَــثَّــتْ مــــنْ سُــوَيـدائـي
.
.
مــا الـسـرُّ ؟ لا شــيءَ ، إلّا مــا دفـنـتُ هـنـا
بــيــنَ الــضُّـلـوعِ ، وخــافَ الـكــونُ إفـشـائـي
.
.
مـمـالـكـي الــخُـضْـرُ شــابَـتْ يـــومَ مـولـدِهـا
فـــأيــقــنــتْ أنّــــهــــا فـــــي عــــصْــــرِ لأْواءِ
.
.
نـضَـجـتُ رَغْـــمَ شـتـاء الـدهـر ، رَغْـــمَ قــوىٰ
آفــــاتِـــهِ ، رَغْــــمَ حُـــسّـــادي وأعـــدائـــي
.
.
لـكـنّـهـا لـــمْ تَــطُــلْ بــــي فَــرْحَــةٌ هـطَـلـتْ
إلّا صُــلــبــتُ عــلـــىٰ جِـــذْعٍ مِـــــنَ الـــــدّاءِ
.
.
لــمّـــا تــعــافـيـتُ أحــزنَــهُــمْ بــقـــاءُ سَــنَــا
نُـــوري ، فــجُــهِّـزَ لــيــلًا طِــسْــتُ إفــنـائـي
.
.
أحـــاطَ بــــي الــكـلُّ وابــتـدَأُوا بـنَـشْـرِ بُــنَـىٰ
جـسْـمـي ، وكـــانَ مــثـالَ الـصّـبـرِ يـحـيـائي
.
.
آنــسـتُ نـــورًا مِـــنَ الـشُّـرُفَـاتِ يـفـتـحُ لـــي
بــــابَ الــحــيـاةِ ، ولـــكــنْ لــفْــحُ رمــضـائـي
.
.
هــــم جــرّعـونـي لــذيــذَ الــمُــرِّ مِـــنْ زمَـــنٍ
وكــــمْ يَــــمُـــرُّ لــــذيـــذٌ فــــيْـــهِ إنـــهــائــي
.
.
لا ضـــيــرَ إنْ مــــرَّ دهْـــــرًا لَــسْــتُ مُـكْـتـرثًـا
مــــا دامَ بــالـمُـرِّ يــجْـنـي الــشَّـهْـدَ أبـنـائـي
.
البسيط
منير الهتار