..
لمِنْ تَحْتَرقُ الأصَابِع
شِعْرًا بِدُونِ قَافِيَة
يَسْقُطُ السُؤالُ
يَنْتَحِرُ فِي البَال صَدى القَصيدَة
كَأنَّ لَونَ الكِتَابةِ
كانَ فِي جُرْحٍ بِلا دِمَاء
أغْرِسُ كالمَجْنُونِ صَوتِي
عَسَى تَنْزِفُنِي الكَلِمَاتُ و أنَزفُهَا
وَشْمُ الضِيَاءِ البَعيدِ
أوْشَكَ أنْ يَصْدَأ
فَوقَ ظِلُّ الجَسِدِ
فَوقَ شَبَق الحَرْف النَاسِك...
بـِثَلْج الحَرْفِ المَحْزُون
يَكتُبُنِي الوَهْمُ نُبُوءَةً قَديمَة
عَلَى هَوَامِش الفَرَح
أفْرُكُ في الفَضَاءِ ضَبَابَ الأحْلَام
لاَ شَيءَ لِي
سَوى رَحَيق الكَلِمَاتِ البَائِسَة
لمْ يَقُلْ أيْلُول بَعْدُ كَلِمَة
وَجْهُ السَمَاءِ أغْبَرُ
جَلسَتْ خَاطِرةٌ
فِي آخرِ الدَفْقةِ
انْدَلقَ منْ ريْقِهَا
شِعْرٌ كَشْهْوَة الصَاعِقَة ...
مَاذَا عنْ لُغَة البَحْر
عنْ سِلَال الأمْوَاج العَاتيَة
مَشْهَدٌ خَيَاليٌّ
أرْنُو إليهِ بِعيْنٍ لاَ تَرى
في رأسِي يَنَامُ مَلَلُ الظَهِيرَة
رَجَلٌ و امْرَأةٌ جَميلَة
ينْفَصِلاَن بِكُلِّ هُدُوءٍ
و أنَا الغَائِبُ الوَحِيدُ بلِاَ اهْتِمَام...
عَلَى حِيْطَانِ المَدينَةِ
يَتَغيّرُ مَنَاخ الوُجُوهِ
صُوَرُ المَوْتى و طُفُولة الألَم
ينْهَمِرُ شِتَاءٌ آتٍ
تلَالٌ ... ضبابٌ ... صِيَاح
أحْفِنُ حَصَى البَرْد
أعْبُرُ جِسْرَ اللاَمَكَان
و فِي حَقِيبَتِي الزَاهِدَة
ألْف أنْشُودةٍ
و نَايٍ مُتْرعٍ بِالخَيْبَةِ البَهيَّة ...