أيَــدومُ هــذا الـحـالُ يــا عـشْـتارُ
لــيْـلٌ يــلـوحُ ولــيْـسَ بَــعـدُ نَـهَـارُ
زعــمَ الـفُـؤادُ بــأنّ لـيْـليَ مُـدلـجٌ
والـعَـقـلُ يُـنْـكـرُ فـالـصَّـباحُ دَمَـــارُ
مــا أكْـثـرَ الأفْــراح تـَـذْرفُ دَمْـعَها
ويْــــح الـتَّـبـسُّـمِ كــذْبــةٌ تَــنْـهـارُ
قـالوا سـتُمطرُ لا محالةَ فاصْطبِرْ
هــذِي الـرُّعـودُ وبَـعـدَها الأمْـطارُ
كمْ طالَ صَبْريَ مُذ وُلدْتُ وها أنا
قَــــوْسٌ يُــجَــرُّ وشَــيْـبـةٌ وَوَقَــــارُ
فَمتَى نُصيبُ الحُبَّ مِنْ عُسْلُوجِهِ
تَـخْـضَـرُّ مِـنْ فـيْـضٍ لـهُ الأشْـجــارُ
وتَهيـمُ حُـبًّـا عـبْـرَ شِـريـانِ الـدُّنــا
مِنْ عِشْقِهِ فـي سَـقْيِهَـا الأنـْهَـارُ
ويَصيرُ نَـحْـلُ الرَّبـعِ حـارِسَ رَوضِنـا
فـتَـضُـمُّـهُ مِـنْ وَجْــدِهــا الأزْهــارُ
ويَـشُـمـُّهـا فـي لَـهْـفـةٍ كَجُنُونِها
َفتَـشَعْـشَـعـتْ مـنْ لَثْـمِـهِ الأنـْوارُ
سَـأبِيتُ أنْـحتُ رغْـمَ حُلْكةِ لَيْلِنـَا
فـلَعلَّ صُـبْــحًــا قَـبْـلَـهُ الإعْــصَــارُ
ولَعلَّ عرْبـونَ الـمَـحـبَّـةِ والـهَــوَى
لَـيْـلٌ يَـطـولُ لـتُــهْــدَمَ الأسْـــوارُ
وَأظـلُّ أنـحَـرُ منْ شَرايينِ الـهَـوَى
حـتـَّى تـُقيـمَ بـِحـَيـِّنـا عِـشْـتـــارُ
فَإذا هَـلـكـتُ ولــمْ يَـحُـلَّ بـِحُلمِنَا
فــجـرٌ يُــضـيءُ , حــدائـقٌ ونُـــوارُ
فـلـرُبَّ شَـمسٍ قـدْ تَـأخَّرَ وصْـلُها
سَــتُـذِيـبُ هــذا الــهَـجْـرَ أوْ آذارُ
ويَـصُـوغُ دَاوودُ الـنَّـشِـيـدَ مُــرَتَّـلاً
فَـتُـعِـيـدُه مِـنْ خَـلْــفِــهِ الأَوْتــارُ
مصطفى كبير 08/11/2014