كتب : غيّرت مسار حياتي .
هي خمسون كتاباً .. دخلت معها إلى خمسين ولادة فكرية ... ليس المهم فيها كاتبها ولا زمنه ولا منهجه .. المهم أني دخلت وأنا خليل وخرجت وأنا خليل آخر ..
إليكم أحبتي خلاصة تلك التحولات ..
1- "الإسلام بين الشرق والغرب" مع " علي عزت بيجوفيتش"
المؤلف " بيجوفيتش" ولد وتعلم في مدارس مدينة [سراييفو] وتخرج في جامعتها في القانون، عمل مستشارا قانونيا خلال 25 سنة ثم اعتزل وتفرغ للبحث والكتابة. نشأ في وقت كانت البوسنة والهرسك جزءا من مملكة تحكمها أسرة ليبرالية، ولم يكن التعليم الدينى جزءا من المناهج الدراسية، وكان على عزت – وهو لا يزال شابا- واعيا بأهمية أن يتعرف على دينه ويقرأ فيه قراءة مستفيضة فاتفق ..
كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب": وهو درة كتبه، والفكرة الجوهرية فيه أن هناك ثلاث وجهات نظر فقط متكاملة عن العالم هي :
1- النظرة المادية - كنظرية داروين وأفكار نيتشة والفلسفة المادية.
2- النظرة الروحية، كالدين المسيحي
3- النظرة الإسلامية وهي الوحيدة التي تجمع بين الروح والمادة، ولذا فهي تنظر للإنسان نظرة سليمة لأنه مخلوق من روح ومادة. ثم يفيض في شرح فلسفته ليبين خطر النظر للإنسان بالنظرة المادية وحدها، أو النظرة الروحية وحدها. ثم يذكر عمق النظرة الإسلامية للإنسان.
وفي كتابه "الإعلان الإسلامي الذي كتبه عام 1969م. فكرة أخرى مثيرة : "أن الإسلام هو وحده الذي يستطيع إعادة إحياء القدرات الخلاقة للشعوب المسلمة، ودعا فيه إلى العودة إلى الأصول والمنابع، وندد بالقمع، ودعا إلى مزيد من الإنفاق على التعليم، والابتعاد عن العنف، وضمان حقوق الأقليات، وتحسين وضع المرأة .. ولقد تلقى الغرب الكتيب بشيء من التحفظ. وأعتقد بأنهم لم يقدروا أن يتحملوا وجود الإسلام في صميم الحل وصلب الموضوع".
يقول عبد الوهاب المسيري عن بيجوفيتش في مقدمة الكتاب: فهو مفكر ورئيس دولة، يحلل الحضارة الغربية ويبين النموذج المعرفي المادي العدمي الكامن في علومها وفي نموذجها المهيمن، ثم يتصدى لها ويقاوم محاولتها إبادة شعبه. ولكنه في ذات الوقت يستفيد من اجتهادات المفكريين الغربيين المدافعين عن الإنسان، ولعل إيمانه بالإنسان الذي ينبع من إيمانه بالله وإدراكة لثنائية الطبيعة البشرية، هو الذي شد من أزره إلى أن كتب الله له ولشعبه النجاة، وهو الذي مكنه من أن يلعب هذا الدور المزدوج .. دور المجاهد والمجتهد، ودور الفارس والراهب"