في الوقتِ نفسِه,, في اللحظةِ نفسِها,,
التي تجلسُ بها أنت في زاويةٍ مظلمة ,
لترفرف بجناحيك في غفلةٍ منك ,
وتحلِّق مخترقاً جدران اللاّمعقول واللاّمُمكن , وتعانق مثَلَكَ الأعلى نصف عناق ,
وتحلم,, وتتمنّى أن تكونَ مثل هذه الشّخصيّة التي تعيشُ في خيالك ,
أو أن تمتلكَ بعض ما لدى هذه الشّخصيّة من صفاتٍ تفتقرُ أنت لها.
يكونُ هناك,,
من يحلمُ بك أنت,, ويتمنَّى أن يكونَ له بعض ما تمتلك أنت من مقوِّماتٍ ومزايا لا يملكها هو ,,وتمتلكها ! ,
لكنّك لا تشعرُ بها !!
أُنظرْ حكمةَ الله .
***
عندما تسمع أحدهم يتكلّم بالسّوء عن شخصٍ او فئةٍ ليس له أو لها , في قلبك قبول,
تطرب,,, وتشعرُ أنَّك تسمع أجملَ الكلمات, وأروعَ الأشعار والألحان ,
وتحسُّ أنّك تميلُ لكلام السوء هذا, وتريدُ تصديقه والإيمان به ,
بدليل, أو من غير دليل أنت تريدُه, ومن غيرِ حتّى استشعارٍ مسبق,,,, تريدُه ,
أُظلمه ,,واظلم نفسك ,
فالعقابُ ليس الآن على كلِّ الأحوال .
***
إذا ضبطتَ نفسَك تصرخُ بوجهِ شخصٍ آخر,
ورأيت أنَّك تتوخى الغضب والقصف لتصلَ إليه,,
فاعلم ,,,أنَّك أصبحتَ بعيداً كلّ البعدِ عن قلبه ,
فاذا كان هذا القلب يهمُّك من قريبٍ أو بعيد , فاترك الصّراخ,
واطوِ مدفعيّتَك والجمها , فهذا ليس مكانَها ,
ثم اقترب خطوةً نحوه, والخطوة تليها خطوات,
ساعتها,,, لن تحتاجَ إلا لبضع ذبذباتٍ من عينيك لتصل لقلبِ قلبه ,
ماذا اخترت ؟؟
***
في هذا اليوم بالذّات ,,في هذه السّاعة ,,
ومع كلّ هذا الإعلام الهائل,
بالصّوتِ المباشر , بالصّورةِ الحيّة, بالصّحافة وشهدائِها, بالهواتفِ وذكائِها, بالفضائيّات وأكاذيبِها, بالحوار المرئيّ مباشرة, بمواقع التواصل,
لا نكادُ نحن نعلم ما الذي يجري بالضَّبط ,وكيف؟؟ ولماذا؟؟,
فكيفَ يتجادلون ويتذابحون بكلِّ تلك الحدّة, وذلك الغضب والحزن والصّراخ ؟
ويحدّثونك ويتأثّرون,,, حتى تظنّ أنّهم قد شاهدوا كلَّ شيء بأعينهم المجرّدة, وكانوا الآن هناك,, وعادوا تواً,
والحقيقة ,,ما هي سوى أحداثٍ قد فات عليها خمسةُ عشر قرناً, أو عشرون , ومات أصحابُها وصاروا ترابا .
ولا يعلمُ ما حصلَ معهم , إلا الله وحده فقط ,ولا أحدٌ سواه!!!.
/
يا للخيالِ الخصب الكئيب, الذي لا ينفكُّ يزرعُ في الماضي السّحيق ,
ولا يجني سوى أحساكٍ وأحقاد .
يا للمأساة .
ماسة