وَمَا زِلنَا عَلَى الضِّدَّينِ مِنَّا
نُشِيرُ إِلى الفِرَاقِ وَمَا فَعَلنَا
وَنَرجِعُ سَاعَةً مِن كُلِّ حِينٍ
وَنَعلمُ قَبل ذَا أَنَّا انفَصَلنَا
فَمَا كُنتَ الذِي أَبدَى نَوانَا
وَلَا كُنتُ الذِي للهَجرِ سَنَّا
لَأَنِّي قَد وَهَبتُكَ كُلَّ عُمرِي
عَشِقتُكَ لَمْ أَخَيِّبْ فِيكَ ظَنَّا
وَأَعلَمُ أَنَّكَ المَوجُوع مِثلِي
تَغُصُّ بِحُرقَةِ القَلبِ المُعَنَّى
هِيَ الأَقدَارُ شَاءَتْ بِالتَّنَائِي
فَمَا بِعنَا الهَوَى يَومًا وَ خُنَّا
لَقَد ضَاعتْ لَيَالِينَا وَوَلَّتْ
خَتَمنَاهَا كَمَا قَبلًا بَدَأنَا
فَلا الأَمسُ الذِي مِنَّا تَوَارَى
سَيَسأَلُ بَعدَ طُولِ الهَجرِ عَنَّا
وَلَا اليَومُ الذِي أَضحَى قَتيَلًا
سَيَنسَى مَنْ عَلَينَا قَد تَجَنَّى
أَرَادَ العَاذِلونَ لَنَا فِراقًا
فَمَلَّ العَاذِلُونَ وَمَا مَلَلنَا
لِنَبقَى هَكَذَا نَرجُو التَّلَاقِي
وَنَذْكُرُ أَنَّنَا لَلعَشقِ جِئنَا
وَنَسأَل دَائِمًا عَنَّا وَنَمضِي
كَأَنَّا مَا أَتَينَا أَو سَأَلنَا