قصّة رائعة المضمون والحبك والأسلوب ونهايتها المدهشة
قرأت معاناة إنسان بأسلوب جاذب شدّني حتّى النّهاية، ولكنّني أحيانا شعرت أنّي أقرأ قصّة بالعاميّة المصريّة حين كان الكلام المسترجع يطول على لسان العم مجاهد . وهذا أثار تساؤلي حول استعمال الدّوارج في القصّة القصيرة بهذا الزّخم، لتكون القصّة أكثر مصداقيّة وواقعيّة؟!
إنّ توظيف اللّغة الدّارجة أو العاميّة في القصّة أو الرّواية واقع لا يمكن نفيه، لكن إن طغت أو كثرت،فقد يشعر القارئ أنّه أمام قصّة شعبيّة ، وإن خلت الأخيرة من الفصحى ...
رغم أنّ اللّغة العاميّة هي الأقرب إلى تشخيص ومحاكاة الحوارات المباشرة في مجتمعات لا وجود فيها لأشخاص يتحدّثون الفصحى كلغة وظيفيّة في اللّغة اليوميّة، فلا يعني هذا أن تكون العاميّة فقط هي لغة شخصيّة لا تجيد الفصحى.
العامية قد تكون ذلك البهار الذي لن تأخذ الطّبخة الإبداعيّة القصصيّة نكهتها من دونه، لكن لا يعني ذلك الزّيادة، وانتصار العاميّة بحصولها على قسط كبير من الكتابة القصصيّة. والأفضل أن تكون نافذة تفتح حين الضّرورة؛ لأنّ بإمكان الفصحى ترجمة كلام السّوقة والباعة، المثقّف والأميّ، المجاهد والمتقاعص والجميع... إن كان الكاتب يمتلك نواصي اللّغة الفصحى، ولا أحسب كاتبنا هنا إلّا سبّاحا ماهرا في بحار اللّغة ... فلمَ كثرت أصداف العاميّة هنا أستاذنا ؟
شكرا لك وبوركت
تقديري وتحيّتي