( حِوٓارٌ مَعَ لَيْلَى )
بَعثتُ لها على عجلٍ خِطَابَا
و في مَضْمُونِهِ أَرجُو جَوَابَـا
و طَالَ الصمتُ و المجنونُ مُلقَى
على الآمالِ ينتظرُ الخِطَابَا
سألتُ الليلَ ما طولُ التمني؟!
فردَّ الليلُ حُبـًا أو عَذَابَا
فعَادَ الشَّوقُ في سَاعَاتٍ حُزنٍ
و سهمٌ في الفؤاد لقد أصَابَا
و نَادَى الليلُ يَا مِسْكِين ُ حُلمٌ
و هَلْ شَيخٌ يَعُودُ غَدًا شَبَابَا؟
و قَالتْ : يَا فَتى دَعْ عَنكَ لَومِي
فهَاجَ الشَّوقُ نارًا و اضطرابا
و زادت يَا فَتى وَصلي مُحَالٌ
و مَا آمَالُ مَنْ يَنْوي اقْتِرَابَا
بَصَرْتُ بِهَا و قَلْبِي مَا رَآهَا
و هزَّ القلبَ وِجْدَانٌ و طابَا
ََسهِرتُ الليلَ و الأَحْلاَمَ تَمْضِي
بَكَيتُ الدَّمْعَ مَا نَاجَيتُ بَابَا
و بِتُ أُخَاطِبُ القَلبَ المُعٓنَّى
وحيدًا في الهوى أرجُو صِحابَا
سألتُ النفسَ ما عشقُ التصابي؟!
فقالت: زائفٌ أضَحَى سَرَابَا
و قَالتْ : حِيلتي أَنَّي فتَاةٌ
أَخَافُ اللهَ أرْجُوهُ الثَّوَابَا
تَعَلمْ يَا فَتى أدبَ التَّلاَقِي
و ِحلَّ بدارِنا تسمعْ جَوَابَا
أجبتِ عن الخطابِ فكان جرحًا
توغـلَ بين أوردتي و ذَابَا
أصبتِ الحقَ يا ليلى بلطفٍ
و من قالَ الحقيقةَ لن يُعابَا
لكم في العينِِ سُكنى و اشتياقٌ
و رأسي مِنْ جُِروحِ الحُبِّ شَابَا
و عيشٌ قد يُكدرُهُ حبيبٌ
فتقضي العمرَ شوقًا و انتحابَا
سعيدٌ مَنْ يعيشُ بَلا همومٍ
و يَمْلأ صَدْرَهُ ودًا ِرحَابَـــا
و مَنْ يَرمِيكَ بالبَلوى افْتِرَاءً
فَقٓد أخْزَاهُ مَولاَنَا عِقَابَا
و تلكَ شَرِيعةُ الإسلامِ فينا
و سَنَّ اللهُ للنَّاسِ الحِجَابَا
بقلم : عادل بن علي عبدالفتاح .