توسَّدَ ... امتدَّ ... أغفى ... نامَ ... غطَّ ... هَذَى
مالي أدورُ ؟! أبيني والكرى عذَلُ ؟!
نم يا صديقيَ إنَّ السُّهْدَ معرَكتي
وحدي بما اتّرَكَ النُّوَّامُ أنشغلُ
غداً لديكَ كما تدري مُحاضرةٌ
هنا يحاضرُني عن نفسِهِ الفشَلُ
أكملتُ يا صاحبي ما أنتَ بادئُهُ
وهـٰـأنا الآنَ دربٌ ليس يكتملُ
نعم تخرَّجتُ
لكن أينَ صرتُ ؟!
أراني خارجاً لضياعٍ مالهُ بدلُ
غزا الشتاءُ وما ( كافٌ ألوذُ بهِ )[١]
والتبغُ كالشوقِ أمسى ليس يشتعلُ
العاطلونَ هنا من عطّلوا يدَهُم
عنِ العمالةِ باتوا ما لهم عملُ
إنّي استقلتُ من الإنسانِ في وطني
عن شعبِهِ لا يشذُّ الثورُ والحمَلُ
نم يا صديقي غداً عندي مُحاضرةٌ
عن اتّصالي الذي يوماً سينفصلُ
عن اعترافي بشعبٍ غير مُعترفٍ
إلّا بمن ظلموا
إلا بمن قتلوا
إلا بمن سلبوا دُنيا سعادتِهِ
إلا بمن قطعوهُ عندما وصلوا
عندي ( ليانايرٍ ) مرثيةٌ لعنَتْ
سبتمبراً وبكت مَن قبلَهُ رحلوا
عندي وعندي
وما عندي سوى أسفٍ
على حياتي قتيلاً بين من هزلوا
( هذي الفجاجُ كأُنثى ما لها رحمٌ
هذا الزحامُ رجالٌ ما بهم رجُلُ
يأتونَ ... يمضونَ
كالأبوابِ ما خرجوا من أيِّ شيءٍ
ولا في غيرِهِ دخلوا)[٢]
تباً لمن غربوا
تباً لمن قدموا
وما تغيَّرَ من بُلدانِهِم طَللُ
في أصل طينَتِنا داءُ الفسادِ فما
جدوى تداويكَ مِمَّا أنتَ مُعْتَمَلُ
-------------------------
[١] إشارة لقول الشاعر الحريري في حوائج الشتا
جاء الشتاءُ وعِندي منْ حوائِجِـه
سبْعٌ إذا القطْرُ عن حاجاتِنا حبَسا.
كِنٌّ وكِيسٌ وكانونٌ وكاسُ طِـلاً
بعْدَ الكَبابِ وكفٌ ناعمٌ وكِـسـا.
[٢] البيتان اللذان بين القوسين للشاعر البردّوني .
١٣ ديسمبر، ٢٠١٤ • ١٢:٣٤ص