أنا لستُ شارْلي
أنا لستُ شارْلي
لكنّني مِنْ صلبِ آدَمَ سيّدي
أوَما تراني في الأنامْ
فلْتدّخِرْ دمْعاً لحالي
أيها الباكي هناكَ
على مواثيقِ السّلامْ
...
أنا لستُ شارلي سيّدي
فقدْ أكونُ رضيعةً مدفونةً في غزّةٍ تحت الحُطامْ
أو ربّما طفلٌ صغيرٌ في المخيّمِ
يستغيثُ من الصّقيعِ
بلا أنيسٍ في الخِيامْ
...
أنا لستُ شارْلي سيّدي
إذْ ما أسأتُ إلى نبّيكَ
عندما سقطتْ قذائفُكَ الكثيرةُ فوق بيتي
وانتهى كلُّ الكلامْ
إلّا أنيناً تحت بيتٍ من ركامْ
لم يبقَ منه سوى صرائرِ جدّتي
وعقيقِ أمّي
وحكايةٍ من والدي
كانت هنا قبل المنامْ
...
أنا لستُ شارْلي سيّدي
فأنا التي تغفو على جنْبِ الطّريقْ
بلا غطاءٍ أو فراشٍ أو رفيقْ
أنا التي لم يبقَ مِنْ أحلامها إلّا الحُطامْ
جوْعى صِغاري سيّدي
مَنْ يذرفِ الدّمع الذي يُسْدى لغيري
بالتّعاطفِ والتّآلُفِ والتّخابُرِ والهُيامْ
يا أيّها البطلُ الهُمامْ
...
أنا لستُ شارلي سيّدي
فأنا هنا منذ القديمِ محاصرٌ
بالسّور والأشواكِ والألغامْ
تحتَ الدّمارِ والتّرابِ والخرابْ
تحت الخيامْ
...
ياأيها السّاعي لنعيٍ هاهناك
فلْتدّخِرْ دمْعاً لنا
فلتدّخرْ بعضَ الكلامْ
فلتدّخرْ بعضَ الكلامْ