كان يا مكان في حاضر العصر والزمان ..
رجل يجوع أبناءه ويقتر عليهم .. بالكاد يجدون الفتات من الطعام، ويرتدون ملابس رثة بالية، يعيشون في منزل متهالك بلا أثاث أو فُرش أو أغطية ..
وإذا أراد الواحد منهم أن يشتري شيئا من رغباته الطفولية، يضطر للخدمة في البيوت أو العتالة في الأسواق ..
كان ذاك الأب يعد أبناءه أنه يدخر لهم من المال ما يقيهم الشدائد والمصائب !
ويعدهم أنه في العيد سيذبح لهم خروفا ليتلذذوا بلحمه، وأنهم سيرتدون أجمل الثياب وأغلاها .. وأنهم سيخرجون إلى الملاهي ويزورون الأقارب ..
وبهذا اضطروا إلى العمل ليل نهار خدامين وعتالين ومساحين وكناسين .. حتى يفرحوا بالعيد ..
لم يكونوا يعتقدون أن الأب سيخلفهم وعده ..
الخروف قام ببيعه .. ولم يذوقوا منه قطعة واحدة ..
بقوا في ملابسهم الرثة التي زادتها الخدمة والعتالة تمزقا ..
أخذوا يحملقون في سقف بيتهم المنهار .. وجُدره المتشققة ..