من الأخطاء شديدة الانتشار، والتي عَجِبتُ لها حقًا، ما يكتبونه على شاشات التلفاز: "حان الآن موعد آذان الظهر، أو العصر ..."!
فهل للصلاة آذان!؟
والصواب: "حان الآن موعد أذان الظهر".
الأذان، يقول "ابن منظور":
الأَذانُ: الإعْلامُ.
وآذَنْتُكَ بالشيء: أَعْلمتُكه.
وآذَنْتُه: أَعْلَمتُه. قال الله عز وجل: "فقل آذَنْتُكم على سواءٍ"، وقال الشاعر: آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ(أي أعلمتنا بفراقها).
ويقول:
وقوله عز وجل: "وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم"، معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم، وقوله عز وجل: "وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله"، معناه بِعلْمِ الله، والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله، لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه.
وعن عبد الله بن مغفل المزني قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بين كل أذانين صلاة" قالها ثلاثا، قال في الثالثة "لمن شاء"[صحيح مسلم]
والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ: النّداءُ إلى الصلاة، وهو الإعْلام بها وبوقتها(لسان العرب).
أما الآذان فمن الأذن:
والأُذْنُ والأُذُنُ، يخفَّف ويُثَقَّل: من الحواسّ أُنثى، والذي حكاه سيبويه أُذْن، بالضم، والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك، وتصغيرها أُذَيْنة.[لسان العرب]
ويبدو أن الصحف قد تنصلت لهذا الخطإ الشائع، واحتاطت في التعامل معه أكثر من التلفاز؛ فقالت : مواقيت الصلاة، وراحت تعرضها في جدول.