كانت ليلة داكنة رطبة خانقة ، لم يغمض لها جفن و أخذت تدور في المسكن من غرفة إلى غرفة. تأملت وجهي ولديها و أنفاسهما تتردد في انتظام و سكون ثم انصرفت إلى الشرفة المظلمة ،و مدت بصرها في الشارع حتى بلغ مداه تبحث عن طيفه المترنح .. حتى أغمضت عينيها و راحت في شبه سبات ..قد أضناها التعب..
أيقظها من غفوتها دقات جرس عنيف ، و ذهبت مذعورة ، و انفتح الباب ..كان زوجها محمولا على محفة و من حوله رجال الإسعاف .. يبتسم لها بشفاة يخالطها حمرة الزينة ..