مِنْ جنَّةِ الشِّعرِ قدْ أتَيتُ أنَا وَمنْ قَصيدِيْ بَنيتُ ليْ مُدنَا نَاديتُ شِعرِيْ فجاءَ يَتبعُنِي كَمثلِ ظِلِّي إِذَا دَنوتُ دَنَا إذَا جَمعتُ الحُروفَ أَنثُرهَا في أيِّ أرضٍ تَرَى لَهَا فنَنَا لمْ أطْلبِ الشِّعرَ إنَّمَا وتَرِي أَصْبحَ للشِّعرِ غَايةً ومُنَى حَتَى أَتَتنِيْ الحُروفُ رَاقصَةً مَثلَ الورودِ التِي تَفيضُ جَنَى فَلتسألِ الشِّعرَ والقَصَائدَ عَنْ ذَاكَ الذِي قدْ أقَامَهَا وبَنَى تُخبِرْكَ عنْ حُسنِ نَظمِ قَافِيتَي وَكيفَ أنَّ الجَمالَ بِيْ فُتِنَا فَلنْ تَرى وَجههَا القبيحَ وَلنْ تَرَى سِوَى مَا أغْلَيتُهُ ثَمَنَا لأنَّنِي الشَّاعِر الذِي خَضَعتْ لهُ القَوافِي وجَاوزَ الزَّمَنَا حَتَّى خَليل البُحُورِ يَشْبهُنِي فَمنْ رَآنِي قَالَ الخَليل هُنَا كَأنَّهُ قَدْ عَاشَ السِّنينَ مَعِي وَأنَّنِي منْ عَلَّمتُهُ الشَجَنَا لوْ يَهجُر النَّاس والوَرَى كُتُبِي فَلتُحْضِرُوا للقَصَائدِ الكَفَنَا فَليسَ للشِّعرِ غَير خَارِطَتِي بَهَا اهْتَدَى كَيْ يَبنِي لَهُ وَطَنَا
( المنسرح )