&& الحلقة السابعة &&
~.ِْ~ حوار الأطباء ~.ِْ~
كان يسأل نفسه , ما الذي يخبؤه القدر ؟؟ وهل القادم أرحم ؟؟ أمْ ما هو آتٍ يحمل ما هو أقسى من قبضة تلك اليد التي لم تكن حانية على غير عاداتها ما جعل صورته يطالها التشويش , هل يحمل ما هو أوجَعُ من تلك النظرات القاتلة لأم طيبة ربَّت ولدها أحسن تربية حتى صار مثلا يشار إليه بالبنان , خوفها الفطري كان سيد الموقف فلم يصمد خيالها أمام قرص حلال لولا أن براعة التمسكن وقوة الإقناع مَنْ أثارا مجسا وأيقونة قد خلقها الله في هذا الكائن العظيم فأضاء من جبينها بعض رضا ونزر اطمئنان
أكمل أيامه الخمسة العسيرة , إنها زيارات مخابر التحاليل التي بدأت تتكرر , مخابر فيها ما فيها والأمَّر من ذلك أنها في ولاية أخرى , أجرى التحاليل المطلوبة مباشرة وكله أمل يسابق الغيوم ويعانق النجوم , وبعد يومين استلم النتائج ولم يهنأ له خاطر إلا بقراءتها , بدأ يتعلم بسرعة كيف يقرأ النتائج خاصة بوجود <<المجالات>> المنثورة يمين الصفحة أما الخلاصات تعِينُه عليها القواميس والمناجد , هرمون الـ fsh انخفض إلى معدله الطبيعي كما يشير مجاله التوضيحي المقابل , وهذا بفضل تلك الأدوية التي كادت تكون سببا في انكشاف أمره عند عائلته , أما بقية النتائج فأصفار تنطحها أصفار , فهم لعبة الرياضيات التي تخاطَب بها طبيبيْه , الـ varicocèle بات الرقم المهم في اللعبة وما بات مؤكدا أنه المتَّهم الوحيد في كل تلك الأصفار المتناثرة , هرب بتلك النتائج لطبيبه الـ endo صاحب الغدد الصماء وناوله التحاليل لعلَّ يناوله حلا ,
أفهمه ما جاء فيها وقال له بصريح العبارة , لا فرار من العملية الجراحية إن كنت تعزم على مواصلة العلاج ,
نظر إلى طبيبه نظرة يفهمه منها أنه يطلب حلا غيره
قال له لا مفر يا بني
أحس أن الخيوط تعقَّدت فمعها المشاعر تمرَّدت والوساوس تجددت
كان طبيبا شابا ويبدو عليه الوقار و الرزانة, قال له تلك العملية هي أسهل العمليات في عالم الجراحة ولا تستغرق سوى نصف ساعة ,
ورد عليه , هل يكتب بعدها الأمان لبقية العمر ,
قال ربك أعلم ,
قال إذا لا فرق بين نصف ساعة أو يوم كامل
كتب له رسالة وقال له ناولها طبيبك الأول وأقرأه سلامي