رجلٌ فقير..شمسٌ تغير،
بينَ ثنايا الرّكام،
رجلٌ..بلا أرجل،
تغشاهُ الحجارة،
ما ذنبُه ؟
لستُ أدري،
فليسَ بوسعِ سفوحِ العقل،
أن تجدَ ذريعةً للظلمِ،
ما ذنبُه ؟
لستُ أدري،
فليسَ بوسعِ القلبِ،
أن يبوحَ ..فقد ثُقُل،
يقول الرجلُ وقد حكَّ الموتُ حنجرتَه:
الذنبُ..ذنبُ الذنب..
ذنبي..أنّي هنا ،
في هذا المكان،
أتلمسُ بلا شئٍ..حياة،
وأصنعُ أطرافًا..من عقلِ اليدين،
وأشيّدُ تاريخَ المدينةِ..
كلّ ساعةٍ، بترحالٍ إلى الأمل،
وأبني على الهواء..نخلا،
ولا أخافُ قمةَ الجبَل،
أقدامي..أمامي،
تريثُها قلاعُ الدمِ المكرسِ بالتراب،
عيناي..
كأن الريحَ المعادي،
كسرَ أجنحتَها بالسّحاب،
والمنيةُ..
كعصفورٍ يستدير،
رجلٌ فقير..شمسٌ تُغير ،،
يقول شابٌ أخير،
ليتَ المكانَ يسعُني،
أنا..بعضٌ من ثيابٍ،
ليست لي،
بعضٌ من طعامٍ،
ليسَ لي،
وسادتي..حصيرتي،
وظلام ،
على بقايا حلمِيَ الدّامي..أمدُّ خيام،
كي أعلّمَ العالمين،
تعاليم صلاةِ المقدس،
***************************
عيناي باتت ثكلا بالجنون،
فلا إنسَ يدركُ ثُقل الألم,
نفضتُ شبكةَ العينِ اليسرى،
هذا كل ما استطعت ،
فرأيت :
هناك..في ظلِّ الشجرةِ النائمة،
بين الحقلِ الرمادي..والشارعِ الغائب،
امرأةٌ..لا تبالي ،
حين تمدُّ يديها لتأكلَ خبزًا حقيرا،
تأكلُ ثم تأكلُ كأنّ شيئًا لم يكن !
كأنَّ طفلًا..كأنَّ زوجًا..كأن أبًا..كأن عمًا..كأن بيتًا ،
كأن أملاً...كأن حُلماً
لم..لم..لم يكن
فتروحُ تكنّسُ يديها بالواقعية..
وتقول :
الذنبُ..ذنبُ الذنب ذنبي أنّي هنا،
في هذا المكان..
أتلمسُ بلا شيء..حياة،
فتخجلُ الشمسُ منها..وتغيب،
تمدُّ ساقَها المبتورَ إلى فراشِ الموتِ البطيء،
ها هي..رعشةُ البرْدِ الأولى تجتاحُ مِفصَلها الصغير،
رجلٌ فقير..شمسٌ تُغير،
تأتي رعشةٌ أخرى من البرد..
تتبعٌ الأولى..وتنهشٌها
وتتابعٌ الرعشات !
سماءٌ الأرضِ تنحصر..
يضيعُ الحلم..
تحترقُ المعاني..تتابعُ النكبات
***************************
بلادُ الأرضِ ضيقةٌ على الأحياء،
بلادُ الأرضِ واسعةٌ على الأموات،
سَتُحْيّ قلبَ هذي الأرضِ قالت،،
وراحَ الموتُ يسلبُها بِلا خجل
بلا صوت،
وراحتْ،
بكت السماءُ بالكادِ رئَيتْها
ورأيتُ مشكاةً من بعيد تنير
سيحلو ذاتَ يومٍ مُرُنا،
وتغدو الشمسُ ترسمُ بسمةً على وجهٍ فقير
رجلٌ فقير..شمسٌ تغير