______________
أحمد فهمي
19/04/2015
هل تعلم أن د. محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، يحاكم في أكثر من 40 قضية؟.
هذه القضايا المنظورة أمام القضاءين المدني والعسكري تتعلق باتهامات في 8 محافظات، كما أن النطاق الزمني لأغلبها لا يتجاوز 46 يوما، إذ اعتُقل المرشد في 19 أغسطس 2013م،
يعني - تقريبا- بمعدل قضية يوميا بعد انقلاب 3 يوليو ..
هل يوجد في التاريخ من يحاكم على 40 تهمة تتعلق بأفعال ارتكبها في 46 يوما فقط؟..
ثم توالت أحكام الإعدام والمؤبد بحقه ولما تُنظر أغلب القضايا بعد.
قبل ذلك، في 16 أغسطس، كان عمار محمد بديع- ابن المرشد - قد قُتل في تظاهرات رمسيس التي أعقبت فض الاعتصامات.
أما مبارك، الذي حكم مصر 30 عاما، واندلعت ثورة يناير ضد حكمه، وقَتَل في الثورة 800 مصري، وأصاب الآلاف، واختطف المئات، فلم يجد أصحاب السلطة في مصر إلا قضايا معدودة ليحاكموه عليها، وهي قضايا تتعلق بتهم تافهة ليس فيها/
فساد سياسي
أو نهب لمقدرات الدولة،
أو التسبب في قتل آلاف المصريين،
أو إصابة الملايين بالأمراض الفتاكة،
أو إهدار ثروات مصر لحساب أعدائها،
أو خيانة الوطن لصالح إسرائيل،
أو قتل الثوار..
تخيل أن د. بديع يحاكم على أحداث ربما لم يسمع بها أو يعلم تفاصيلها قبل محاكمته، بينما لا يحاكم مبارك رئيس الدولة والمتحكم في قياداتها وقراراتها، على قتل المئات يوم جمعة الغضب أو في موقعة الجمل، رغم أنه كان يحرص على الظهور في غرفة العمليات ليثبت متابعته للأحداث أثناء الثورة .
في النهاية بُرِّئ مبارك، لأنه كان مجرد "رئيس جمهورية غلبان"، لم يصدر أمرا بالقتل، ولا يعرف من الذي قتل..
وخرج معه أبناؤه..
وبينما تُحاكم زوجة البلتاجي، وتتعرض نساء الإخوان للاعتقال والاضطهاد، لم تتعرض سوزان مبارك - أحد أوتاد الحكم طيلة الثلاثين عاما- أو زوجتا جمال وعلاء، لأي مساءلة أو حتى اتهام أو تضييق، بل ظللن يتنقلن بين قصور العائلة يزرن الأزواج وينقلن التعليمات والملابس والأطعمة الفاخرة بمنتهى الحرية.. والراحة.
اختفى الحديث عن أي أموال منهوبة وأرصدة سرية بعشرات المليارات من الدولارات، وتوقف البحث وانتهت الملاحقة الخارجية لأي أرصدة يمتلكها رجال مبارك، ولك أن تتخيل حجم الأموال التي أضاعها الانقلاب على مصر، ليأتي زعيمه بعدها مرددا عبارته الشهيرة:
مفيش .. مش قادر أديك..
في المقابل، تحولت أموال الإخوان إلى "غنائم" مستباحة متاحة دون أي نكير، رغم أنها أموال موجودة داخل مصر، حصلوها بتعبهم وكدهم طيلة عقود، وليست مهربة أو سرية أو منهوبة، كما أنه لم توجه ضدهم أي اتهامات تتعلق بالفساد.
تقريبا خرج كل رجال مبارك ومن سرقوها 30 عاما، براءة..
صفوت الشريف، فتحي سرور، زكريا عزمي، أحمد عز، حبيب العادلي ..إلخ إلخ
ودخل السجون، حملة المصاحف والدكتوراه وطلاب الجامعة.
ما الذي فعله عمار بديع، ليُقتل؟
وما الذي لم يفعله جمال مبارك ! لينال البراءة؟
بديع يرتدي البدلة الحمراء، ويبكي ولده،
ومبارك يعيش هانئا في جناحه الرئاسي بالمستشفى العسكري، يحوطه أبناؤه وأحفاده وملياراته ..
هذه هي ثورة 30 يونيو "المجيدة"،
يوم أن تنازل المصريون عن عقولهم،
واحتفوا بالسيسي زعيما لأنه خلصهم من عامٍ حكمه الإخوان،
بينما سكتوا على قتل واعتقال الثوار الذين خلصوهم من 30 عاما حكمهم مبارك..
هل بقي في مصر عقلاء؟..
___________
أحمد فهمي
19/04/2015
موقع نافذة مصر.