أيا أمةً
أيا أمَّةً عشَّش الجهْلُ فيها................فجرَّ إليها الونى و الخُبولا
غدا قلبُها مُثْخمًا بالجروح...............و لمْ تلْقَ ظلَّ الهناء الظليلا
لقد صِرْتِ في حالة الإنهيار ............تسرُّ الدخيلَ و تبكي الأَصيلا
تَمكَّن منك الظلامُ الشديدُ.....................فصارَ عليك وباءً و بيلا
لقدْ خُلق المرْءُ كالطَّير حُرًّا .............طليقًا و أنْتِ رضيتِ الكبولا
صعدْتِ إلى قمَّة الإرتقاء.................و بعدَ الصُّعود قبلْتِ النزولا
تراجعْتِ في كلِّ شيْءٍ فصار............صَحيحُ الشُّموخ كئيبًا عليلا
تَماديْتِ في النَّوم وَقتًا طويلاً ...............فَجرَّ إليكِ النعاسُ الأُفولا
و فيك الطموحُ تَهاوى فعادَ ...........حسَامُك في القطْع سيفًا كليلا
غرقْتِ ببحْر الضياع الرَّهيب ................و كنتِ لكلِّ ضَلولٍ دليلا
ترَقَّى الورى درجات المعالي.........و أنْتِ سكنْتِ الونى و الخُمُولا
ولوْ كانَ في الضُّعف عيشٌ مريحٌ...غدا القرْدُ في الغاب يَحْيا جليلا
ألا منْ إمام خبير يُزيحُ ............عنِ العرْب في العَيْش عبْئًا ثقيلا
يَكونُ لهمْ مَطرًا في الحياة............يصُدُّ الجفافَ و يُحْيي السهولا
و يَمْسحُ عنْهمْ غُبارَ الرُّكود................بكلِّ الجُهود إلى أَنْ يَزُولا
يُشجِّعُ نشْرَ السَّلام الفَريد ................و يَبْني بكلِّ العلوم العُقُولا
و يُوقفُ عنْهمْ هُجُومَ الأَعادي.......و يَحْمي حمَاهُمْ و يُفْني الكُبولا
يُحَاربُ كلَّ دَواعي الشِّقاق ............و يَنْسجُ ثوبَ التآخي الجميلا
و يُبْعدُ عنْهمْ حياةَ الملاهي........و يَشْفي لهمْ في الشُّجون الغليلا
و يرفُضُ رفْضًا حياةَ الحَضيض.........و يَمْشي بهمْ للمعالي دليلا
يُقصِّر بالبحْث و الجدِّ عنْهمْ ..............جَميعَ الأُمور لكيْ لا تَطولا
و يَهْدي إليهمْ حياةَ الرَّخاء.................ليزْدادَ نهرُ الرزايا مُحُولا