في جعجعة حروب الشام ..تفرّقت الأحبةُ والأهالي .. فكتبتُ بضع حروف إلى ولدي (فجر) الذي وُلد بعيداً عني ولم يزل بعيداً ..
أرقَّ القلبُ من دمعِ المآقي ..
وأعلنَ لذعُ أشواقي احتراقي..
إذا ما جاءني نبأُ التهاني
يزفُّ الفجْرَ في ليلِ الشقاقِ
فتاهَ الدمعُ تبشيراً وحزناً
تمدّدَ بين سعدي واختناقي
وألقاني على كفِّ الرزايا
يقلبني بآمالِ التلاقي
أحنُّ إليكَ في غسقِ الدياجي
وطعمُ النومُ ممجوجُ المذاقِ
بنيَّ عليكَ من قلبي سلامٌ
ترصَّعهُ المحبةُ بالوفاقِ
لحى اللهُ التباعدَ كيف كوّى
فؤاد أبيكَ من حرِّ الفراقِ
وما كان التنائي باختياري
هي الحربُ الضروس على النفاقِ
نكدُّ الحالَ في طلبِ المعالي
بإقدامٍ على قدمٍ وساقِ
رعاكَ الله يا فجرَ الليالي
وألبسكَ الطهارةَ باتّساقِ
وأمُّك كن لها عوناً وطوعاً
فإن فؤادها نبعُ السواقي
وقد لاقتْ من الدنيا هموماً
تنوء بحملها أرض العراقِ
بإذنِ اللهِ تنقشعُ الدواهي
ويعزفُ جَمعُنا لحنَ العناقِ